ناصر الصِرامي
قال خبير أمني في تعليق على محطة CNN الأمريكية، بعد أن سأله المذيع عقب تقرير عن إعلان مؤسس ويكيليكس إن الموقع سيتيح لشركات التكنولوجيا الاطلاع على الوسائل التي تستخدمها المخابرات الأمريكية في عمليات التسلل. وأن الوكالة الأمريكية استخدمت قراصنة لمهاجمة أنظمة يستخدمها صحفيون ومسؤولون، ومهما كانت قوة تشفير الهواتف فإنها عرضة للمتابعة والاختراق.
يقول ويكيليكس إن هناك إدارة في المخابرات تشرف على اختراق المعلومات والأجهزة، كما يمكن لها اختراق هواتف سامسونغ وأبل. إضافة إلى اختراق الأجهزة غير المتصلة بالإنترنت من خلال فيروسات خامدة.
قال الخبير الأمني المعلوماتي في رد على سؤال المذيع كيف يضمن سرية معلوماته واتصالاته حتى وأجهزته الذكية مغلقة ؟!
- «الحل الوحيد أن تضعها في الثلاجة»...!
ويكيليكس نشرت قبل أسبوع وجبة جديدة من الوثائق والملفات تقول: «إنها تفضح كيف تخترق وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه) الهواتف الذكية وأنظمة تشغيل الحاسب الآلي وتطبيقات الرسائل والتلفزيونات المتصلة بشبكة الإنترنت، فيما يمكن أن يكون أحد أكبر الانتهاكات في تاريخ الوكالة الاستخباراتية.»
الوثائق التي نشرت شملت توصيف أدوات القرصنة والملاحظات الهندسية، والاتصالات الداخلية، والوسائل المتعددة، التي تقول الوثائق إن الوكالة الأمريكية تستخدمها كأسلحة إلكترونية، برامج مخبيأة وذكية وخبيثة تستهدف الأجهزة والحواسيب التي تعمل بأنظمة «ويندوز» و»أندرويد» و»آي أو أس» و»أو أس أكس» و»لينكس» وأخرى تستهدف موزعات الإنترنت (الراوتر).
وتصف هذه الوثائق ابتكار طريقة للخداع تجعل المستخدمين يعتقدون بأن شاشاتهم قد أغلقت بشكل تلقائي، إلا أن المخابرات تستهدف هذه الأجهزة ببرامج تجعلها تسجل بشكل سري المحتوى الصوتي الذي يُنقل لاحقا عبر الإنترنت إلى خوادم تابعة لوكالة «سي آي ايه» فور عودة الشاشات للعمل مرة أخرى، وهو ما يسمح بإعادة تشغيل روابط الاتصال اللاسلكي «واي فاي» لهذه الأجهزة.
بعض هذه البرمجيات يجري تطويرها داخل مقر الاستخبارات الأمريكية، بحسب هذه الوثائق، لكنها قالت إن جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية «ام آي 5» ساعد في التحضير لشن قرصنة إلكترونية تستهدف أجهزة تلفاز من تصنيع شركة سامسونغ. الوثائق المسربة تزعم أن الوكالة الأمريكية ابتكرت طريقة مكنتها من تسجيل المحادثات التي تجري بالقرب من أجهزة التلفاز الذكية!
الوثائق المسربة نفسها، قالت إن الأجهزة التي تصنعها شركات سامسونغ واتش تي سي وسوني وغيرها تعرضت للقرصنة، وهو ما سمح لـ»سي آي ايه»، بقراءة رسالة على برمجيات التراسل مثل واتس آب وسيغنال وتليغرام وويبو وغيرها من برامج المحادثة.
وفي قسم يتعلق «بالنشاط المستقبلي»، تشير الوثائق إلى مقترح لإمكانية أخذ لقطات فيديو مع إمكانية التغلب على مشكلة قيود تشغيل شبكة الواي فاي.
وقال موقع ويكيليكس إن هذه المجموعة من الوثائق التي أطلق عليها اسم «القبو 7»، تعتبر أكبر مجموعة وثائق سرية تنشر حول وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «على الإطلاق»، وهذا بالنسبة لي هو الخبر المربك والمثير.
شخصيا لا أجد أي أمر جديد أو غير متوقع فيما حملته الوثائق، حيث عصر الخصوصية والسرية لم يبقى منه إلا القليل والقليل جدا.
بل إن التوقع أو الاعتقاد المسبق بعدم استخدام أجهزة الاستخبارات العالمية وفي مقمتها CIA ، لمثل هذه الفرص الاستثنائية التي تتيحها الاتصالات والإنترنت اليوم، وعبر البرمجيات والتقنيات والأجهزة الذكية للوصول إلى أكبر قدر من المعلومات يعد سذاجة وبساطة وبلاهة...!