«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
انتهى كأس ولي العهد بعد أن شرف الوسط الرياضي نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نايف، وسلم كأس البطولة للفريق الفائز بعد مباراة ماراثونية، حصد فيها فريق الاتحاد اللقب الغالي، بعد أن استطاع مهاجمه المصري محمود كهربا تسجيل هدف اللقاء الوحيد، ومن ثم حافظ على هذا الهدف حتى نهاية اللقاء، وذلك من خلال طريقة دفاعية محكمة، ولا يُلام عليها، ففريق الاتحاد كان يلعب تحت النقص، ولا يملك البديل الجيد الذي بإمكانه أن يحل محل اللاعب الأساسي، ولعل هذا ما أكده واقع المباراة وخاصة حينما خرج ظهير الاتحاد المزيعل، حيث لم يكن البديل بقيمته الفنية.
فريق الاتحاد وقبل المباراة لم يكن مهيأ بشكل كبير لتحقيق اللقب، ولكن «روح» هذا العميد تغلبت على كل الظروف التي مرت به منذ بداية الموسم سواء مالية أو معنوية أو نفسية، ولو مر بتلك الظروف فريق غير الاتحاد لعجز عن تحقيق أي لقب، ولكن هذا النادي التسعيني يثبت في كل لقاء مصيري بأنه يملك روحا لا يملكها غيره، ولذلك كسب كأس ولي العهد عن كل جدارة واستحقاق.
نحن كمحايدين لا نملك إلا أن نبارك لفريق الاتحاد إدارة ولاعبين وجهازين فني وإداري، حصولهم على البطولة رقم 34 والتي جُهز لها قبل بداية الموسم من قبل الشيخ الوقور والرجل الخلوق أحمد مسعود -رحمه الله- والذي عمل كل شيء ليعود فريق الاتحاد لمنصات الذهب، ولكن القدر سبقه قبل أن يشاهد تلك الأمنية التي كانت تراوده، ولكن ما زرعه مسعود -رحمه الله- حصده الاتحاديون اليوم، وعليهم أن يذكروا هذا الرجل بدعوة بعد أن غيبه الموت.
أما فيما يخص فريق النصر فقد خسر اللقاء الكبير بعد أن ارتكب مدربه أخطاء كثيرة منها الزج باللاعب الكبير في السن والمنقطع عن المباريات حسين عبدالغني والذي كان من الواضح بأنه نقطة ضعف في فريق النصر، كما أن مهاجم الفريق الأصفر محمد السهلاوي لم يظهر كثيراً في هذه المباراة، وهو مبتعد عن مستواه منذ عدة مباريات، أما لاعب الوسط يحيى الشهري فهو يمر بانخفاض مستوى منذ بداية هذا الموسم.
بقي أن نقول: مبروك للاتحاد، مبروك لهذا الفريق البطل، مبروك لشبابه الذين تغلبوا خبرات لاعبي فريق النصر.
نقاط:
*فوز الاتحاد لم يكن متوقعا لنسبة كبيرة من متابعي كرة القدم السعودية لعدة أسباب فنية وأخرى نفسية، ولعل ما مر به اتحاد جدة من بعد الكلاسيكو كاف لتعثر أي فريق، ولكن الاتحاد يملك روحا لا يملكها غيره، وهي من أعادته لمنصات الذهب.
*كثيرون يتوقعون بأن تشكيلة فريق النصر تم التدخل فيها، ويستشهدون في الزج بحسين عبدالغني واستمراره حتى نهاية المباراة، واللعب بعبدالله العنزي كحارس مرمى.
*حكم لقاء نهائي كأس ولي العهد السيد مارك كلاتينبيرغ، قاد اللقاء بشكل مميز، وبالرغم من بعض أخطاء مساعديه المحليين إلا أنه من الواضح بأن اتحاد القدم نجح في التعاقد مع كلاتينبيرغ كمدير لدائرة التحكيم، بالإضافة لإدارته بعض اللقاءات الكبيرة.
*المزيعل وكهربا كانا نجمي لقاء نهائي ولي العهد، وإن كان كهربا هو من سجل الهدف وكان أكثر حركة في وسط الملعب.
*هدف الاتحاد جاء من خلال تسلل واضح، ولكن النصراويين التزموا الصمت حياله، ولم يتطرق أحد لهذا الهدف، وإن البطولة غير شرعية...! ماذا لو كان المنافس غير الاتحاد، هل سيعم الهدوء البيت النصراوي...!؟.