عبدالله العجلان
جاءت بطولة كأس سمو ولي العهد لتنصف الاتحاد الجمهور والكيان، ولتعيده مجددًا إلى الواجهة ومنصات الذهب بعد غياب يعد طويلاً ومؤلمًا وغريبًا على أنصاره الذين عرفوه دائمًا حاضرًا بقوة قبل أن ينتكس ويتراجع في السنوات الأربع الأخيرة بسبب صراعات المصالح الشخصية، وما أنتجته من أزمات كوارثية، كادت تعصف به إلى المجهول..
بطولة غالية أعادت لذاكرة الاتحاديين والرياضيين عمومًا اسم ورسم الرئيس الوفي النقي أحمد مسعود -يرحمه الله-، وكانت التثمين الصادق لنجاحه، والحصاد الغالي لغرسه.. جسدت روح وإصرار الاتحاد، هذا الذي يقهر ظروفه، ويجيد التفوق على نفسه وإحباطاته قبل أن يتفوق على أعتى وأقوى خصومه.. أكدت أن الذهب لا يتحقق إلا بالبذل والجهد والتعب، وأن الملعب لا يحترم إلا من يحرثه عطاء وليس بالضجيج الفارغ المتطاير خارجه، ولا بالتباكي على الأوهام، أو بالاستسلام لنظرية المؤامرة لمجرد تبرير الفشل..
الاتحاديون المخلصون العقلاء يأملون بأن تكون البطولة النهاية السعيدة لانقساماتهم المخجلة وحروبهم السخيفة التي كلفتهم الكثير من الوجع والتصدع والضياع.. نحن المحايدين والرياضيين والسعوديين نتمنى كذلك أن ينهي الاتحاديون خلافاتهم، وينتقلوا إلى مرحلة جديدة، تعيد لنا ولجماهيره حضوره البهي، وإسهامه القوي في دعم منتخباتنا، وإثراء ملاعبنا..
اضبطوا الانضباط!
سجلت لجنة الانضباط على نفسها وعلى اتحاد الكرة في قرار إيقاف لاعب الهلال نواف العابد سابقة لا تدينها في مستوى تأهيلها وطريقة أدائها فحسب، بل تشكك في قراراتها وتوجهاتها وازدواجية معاييرها؛ لسبب بسيط، هو أن المبررات التي ساقتها في قرارها مضحكة وهزيلة، ولا تمت لمواد لائحة اللجنة وقوانينها نفسها بأية صلة، فضلاً عن كون اللاعب لم يصدر منه ما يستدعي كل هذه الزوبعة..
نحن مع تطبيق اللوائح والأنظمة ومبدأ العدالة والحزم على الجميع، وبخاصة في التجاوزات الانضباطية والمخاشنات وألعاب العنف والإيذاء والممارسات الخارجة عن الروح الرياضية من اللاعبين أو الإداريين، أو من الأجهزة الفنية أو الإدارية كافة.. ومع تطوير وضبط المسابقات الكروية والارتقاء بها وبمخرجاتها، لكن ليس بالأسلوب الارتجالي الذي اتخذته اللجنة في قرار إيقاف العابد الذي قوبل بتذمر واستياء واستهجان المحايدين قبل الهلاليين؛ الأمر الذي وضع اللجنة وأعضاءها في مأزق اتهامها إما بالجهل وعدم الإلمام بلوائح الانضباط، أو بالمزاجية والتعامل مع هذه المواقف والأحداث بالعاطفة والميول. وفي الحالتين أصبح موقفها صعبًا ومحرجًا لها ولاتحاد الكرة..
من يقرأ نص قرار لجنة الاستئناف التابعة لاتحاد الكرة، ولا نقول رأي جهة أو شخص من خارج الاتحاد، وكيف ولماذا نقضت قرار الانضباط، يدرك أننا أمام لجنة باتت صورتها مشوهة، وقراراتها غير موثوق بها؛ وبالتالي لا بد أن يسارع اتحاد الكرة لمحاسبتها، ومعرفة دوافع وأسباب اتخاذ القرار الفضيحة والمليء بالثغرات والتناقضات المعيبة على لجنة من المفترض أن تكون هي المشرع والنموذج والقدوة في العدل والمساواة واحترام النظام، لا أن تتلاعب به وتستخدمه ليتوافق مع رغباتها وأهوائها..؟!