خالد بن حمد المالك
زار الملك سلمان اليابان، وهو أميرٌ لمنطقة الرياض عام 1998م وزارها وهو ولي للعهد 2014م، ويزورها الآن وهو ملكٌ للبلاد، في كل زيارة ترك ذكريات، وأنجز أعمالاً، وكانت له في كل منها بصمة، مما ساعد على تعزيز العلاقات الثنائية وجعلها لصالح الدولتين والشعبين الصديقين.
* *
لكن هناك فرقاً بين أن يزورها أميراً لمنطقته، أو ولياً للعهد، وبين أن يزورها وهو ملك، فهو الآن يمسك بكل الصلاحيات لإدارة الدولة، وهو صاحب القرار الأول، غيره في صلاحياته كأمير منطقة أو ولي عهد، ولهذا تأتي الزيارة الملكية لتحقيق ما لم تحققه الزيارات الأميرية من رؤى وأفكار وتطلعات لدى الملك سلمان.
* *
صحيح، أنه تم في الزيارات الأميرية تحقيق الشيء الكثير، وأنها كانت ناجحة بكل المقاييس، وأن آثارها باقية إلى اليوم قوية وفاعلة ومؤثرة وإيجابية في علاقات الدولتين، لكن ما هو متوقع في زيارته التي بدأها أمس أكثر بكثير مما تم تحقيقه في الزيارات التي سبق أن قام بها لليابان، وعرجنا على شيء منها في الحلقتين الأولى والثانية في هذه السلسلة من زيارة خادم الحرمين الشريفين لليابان.
* *
وفي زيارته كملك يُنتظر أن يتم التوقيع على أكثر من20 اتفاقية استثمارية بين القطاع الخاص لكلتا الدولتين، إلى جانب عدد من الاتفاقيات بين الحكومتين، وسيكون هناك منتدى خاص لرؤية السعودية - اليابانية 2030 ، واجتماع لمجلس الأعمال السعودي الياباني، وعروض لقطاعات التقنية والاتصالات والطاقة والنقل واللوجستيات والمعدات الطبية، وكل هذه الاتفاقيات والعروض واللقاءات التي تتم على هامش الزيارة مؤشرات على نجاحها في تطوير العلاقة بين بلدينا.
* *
هناك أيضاً بحسب ما يتم تداوله في طوكيو اجتماعٌ مشترك سوف يجمع الوزراء في كل من البلدين، يتم فيه التعريف برؤية 2030 السعودية - اليابانية من قبل الجانب السعودي، والتعريف بالمشاريع الرئيسية من قبل الجانب الياباني، وذلك بكلمات يلقيها معالي وزير الاقتصاد والتخطيط المهندس عادل فقيه، ومعالي وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني هيرو شيجي وغيرهما.
* *
أي أننا خلال ثلاثة أيام، هي مدة الزيارة الملكية، سنكون أمام عمل كثير، ونتائج بحجم أهمية الزيارة، فالاستثمار الياباني في سوق المملكة مطلوب، ورؤية المملكة 2030 بكل مضامينها وتفاصيلها تُبشر بنجاح أي استثمار في ظل المعطيات التي أفصح عنها المسؤولون والمختصون بالمملكة.
* *
والمطلوب من الجانب الياباني عدم التردد، والإسراع في أخذ القرار المناسب، وعدم تكرار تجربة شركة الزيت العربية التي ترددوا ثم لم يوافقوا على تجديد عقد الشراكة إلاَّ بحسب شروطهم وليس بشروط المملكة، مما فوت عليهم الفرصة في استثمار كان سيحقق لهم ولنا عائداً جيداً، ما جعل انسحابهم من الاستمرار في الشركة بعدم التجديد مشجعاً لأرامكو السعودية لتدير الشركة بنفسها، ويكون عائدها للمملكة دون شراكة من اليابان.
* *
لقد قال الملك عبدالعزيز: نحن نحترم اليابان باعتباره بلداً عظيماً في جنوب شرق آسيا، وهذا الاحترام لا زال يتجذر في نفوس الشعب السعودي، ويلقى اهتماماً كبيراً من قيادته، وبالتالي، فإن زيارة الملك سلمان لطوكيو واجتماعه بإمبراطورها ورئيس وزرائها تحمل دلالات على أن المملكة على خطى مؤسسها الملك عبدالعزيز وستظل الصديق الشريك لليابان سياسياً وأمنياً واقتصادياً وتجارياً.
يتبع...