سعد الدوسري
الأربعاء الماضي، احتفل العالم بيوم المرأة، ولقد حاولت أثناءه أن ألفت نظر متابعي وسائل التواصل الاجتماعي إلى معاناة شريحة من النساء، وهن مريضات الفشل الكلوي، اللواتي يراجعن وحدات الغسيل، ثلاث مرات أسبوعياً، ويبقين هناك من خمس إلى ست ساعات، وإن لم يفعلن ذلك، فهذا يعني تسمم دمائهن، وبالتالي وفاتهن. مِنْ هؤلاء النسوة، هناك الطالبة والزوجة والأم والجدّة، ومعظمهن يضطررن إلى تأدية واجباتهن اليومية الاعتيادية، مثلهن مثل أي امرأة أخرى.
إن الظروف التي تواجهها مريضة الفشل الكلوي، لا تشبهها أي ظروف. فبالإضافة إلى المعاناة الصحية الشديدة، والتهديد اليومي بالموت، ثمة مصاعب شتى مثل التنقل والولاية الغائبة والإهمال والعقوق وعدم التقدير، مما يجعلها جديرة بأن نلتفت إليها، ليس في يوم المرأة العالمي، بل في كل يوم. وكم نتمنى أن يلتفت أصحاب المبادرات الحكومية والأهلية إلى عذابات هذه المرأة، فيؤسسون لها مبادرات تخفف من معاناتها اليومية في كافة المجالات، كالتنقل والإعانات والتوعية الصحية وتوفير المستلزمات.
من جهة أخرى، على المجتمع كافة، أن يشعر بمعاناة مرضى الفشل العضوي؛ الفشل الكلوي والقلبي والكبدي والرئوي، وذلك من خلال التفكير المستمر بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية، والتي ينقذ فيها كل متبرع، مجموعة من المرضى المهددين بالموت، فالأرقام التي لدينا، لا تمثل انحياز مجتمع مسلم يحث على التكافل، لمثل هذا التبرع.