د. عبدالواحد الحميد
منتهى الاستفزاز والجرأة أن يعتدي وافدون على رجال الأمن في وضح النهار بمدينة كبرى من مدن المملكة وأمام الملأ دون خوف من أحد! سيّدة سعودية سجّلت الحدث بلقطات «فيديو» من نافذة بيتها فرأى الناس مشهداً عجيباً يصعب تصديقه لو لم يتم تصويره لحظة بلحظة!!
مجموعة من الوافدين، بالتعاون مع شاب سعودي للأسف، يقودون دراجاتهم النارية الرباعية على كورنيش جدة ويزعجون الناس، وعندما يحضر رجالُ الأمن إلى المكان لحفظ النظام يقوم أحد هؤلاء الشباب بدهس رجل الأمن عمداً وعن سابق إصرار والاعتداء على أحد رجال الحراسات الأمنية الخاصة، ثم الفرار في محاولة للإفلات من العقوبة!
ونلاحظ من قائمة الأسماء والجنسيات أن بعض هؤلاء الوافدين مخالفون لنظام الإقامة وبعضهم يحمل إقامة زائر وبعضهم لا يحمل إثبات هوية. هؤلاء وأمثالهم يعيثون فساداً في البلد، ويرعبون السكان الآمنين، وقد تجد من بينهم من يتعاطى المخدرات والممنوعات ويتاجر بها ومن يسرق ويمارس كل ما يخطر على البال من أعمال منافية للأخلاق والسلوك القويم.
تجاوزات الوافدين المخالفين لنظام الإقامة متكررة ويكاد لا يمر يوم إلا ونقرأ في صحفنا عن تجاوزاتهم التي تصل حد الفظاعة أحياناً، ثم لا نعرف ماذا يتم اتخاذه بشأنهم من الإجراءات والعقوبات!
أما عن أصحاب الدراجات النارية الرباعية عموماً، سواء من الوافدين أو السعوديين، فقد أصبحوا مصدر قلق للناس داخل المدن وفي المنتزهات. وعلى سبيل المثال، نجد أن منطقة الثمامة في الرياض تكاد لا تطاق أحياناً بسبب الدراجات التي تقتحم على المتنزهين جلساتهم بأصواتها الصاخبة حتى عندما يكونون داخل المخيمات المستأجرة، فضلاً عمَّا تشكله من خطورة حقيقية على سلامة الناس.
إذا كانت قيادة الدراجات النارية الرباعية رياضة فيجب أن يصار إلى تنظيمها بحيث لا تُمارس إلا في الأماكن المخصصة لها. وإذا كان يُنظر إليها كنشاط تجاري، فيجب ألا يُسمح بتقديم الخدمة وتأجير هذه الدراجات إلا من قبل مؤسسات مرخص لها وأن تحتفظ بمعلومات كافية عن المستأجرين وأن يكون العاملون فيها سعوديين أو وافدين يحملون إقامة نظامية ورخصة عمل.
أما حادثة الكورنيش في جدة فيجب ألا تمر دون عقاب حقيقي رادع، فهي ليست فقط إزعاجاً للسكان أو اعتداءً على شخص أو أشخاص وإنما أيضاً هي تَحدٍ لهيبة الدولة ولقانون البلد.