د. خيرية السقاف
«معرض الكتاب» تحديداً,
وأنت تتجه إليه, تزج نفسك بكلِّك داخل ممراته المتداخلة
تفضي بك إلى مختلف الأركان تعج بالكتب, لا تعنيك أغلفتها, ولا حجم أوراقها, ولا خطوطها، ولا ألوانها..
أنت لا تأتي للتنزه, ولا للتظاهرة, ولا لتفعل ما يفعله الآخرون في أيامه العشر فقط..
إنما أنت, وهم معاً تقصدون أفكاراً جديدة ترفدون بها معينكم, ودماء جديدة تثرون بها دماءكم, فالكتاب ليس مجرد ورق مكتمل الترتيب بين غلافين جاذبين!!
الكتاب الرحلة المشتهاة, والسفر المعنيِّ, والثروة المنتقاة,
مؤونة الليل, ونور الخلوات,
وهو في هذه اللحظة التي تسعى فيها إلى عناوينه المختلفة, وبيوته الكثيرة المجتمعة,
تقف على مفارق دروب تختصر عنها الطريق لوجهتك..
هذه الوقفة العازمة تشبه سعيك إلى المصحة الكبيرة التي تقصدها بغية العافية, ورافد الصحة, وعلاج السقم, بالهداية لمجهول يغوص فيك, يوهنك يعطل قدرتك,
حتى إذا ما نلت فيها مرادك عوفيت, وشفيت, ومن ثم تدفقت نشاطاً للحياة,
هو هذا الشبيه لها «معرض الكتاب» في مواسمه التي يتيح فيها الفرصة لك لاقتناء علاجك عند حاجتك لمزيد من العافية.