د.عبدالعزيز الجار الله
ستشهد محافظة رماح شرقي الرياض أول تجمع لمهرجان مزاين الإبل بعد نقله من أم رقيبة، ودخول شركة أرامكو على خط التنظيم والإشراف على ميادين المهرجان مكان العرض والطرق المؤدية إليه والمرافق والخدمات.
كنّا فيما مضى نتحدث إعلاميا عبر الوسائل العامة والخاصة وفِي المجالس واللقاءات الجانبية عن أهمية وجدوى وضرورة مهرجان مزاين الإبل، وكان يدور النقاش عن القيمة المعنوية والمضافة للإبل حتى يخصص لها مهرجان رسمي دون غيرها من المواشي والحيوانات ترعاه جهات رسمية، وأيضا لماذا تخص شريحة واحدة - أبناء البادية - دون غيرها من شرائح المجتمع، كما كان النقاش الإعلامي وفِي المجالس الخاصة ينخفض ويرتفع على قول البعض إنها عودة وانغماس في مسارب الماضي وعودة إلى العصبية الجاهلية من افتخار قبيلة على أخرى وتفضيل شخصيات على أخرى، وبالتالي عودة إلى الفئوية والتكتلات العرقية والتقريب من مفهوم الولاء العشائري الحاد مع فرز السكان حسب الجذور وسحنات الوجه، لكن مهرجان مزاين الإبل نجح في إزالة الشكوك والظنون عبر عدة مواسم حتى إنه مهرجان يفترض أن يكون للبادية، استطاع أهل الحاضرة ممن لديهم هواية تربية الإبل، أن يجعلوه مهرجانا للحاضرة وبامتياز ومذاق خاص.
مزاين الأبل مهرجان شامل للبادية والحاضرة ولسكان المدن والقرى الرعوية والزراعية ولهجر الصحراء ولَكل تركيبة اجتماعية من هذه البلاد الطيبة والمتجذرة في تاريخها الحضاري والأجتماعي، مزاين الإبل هو احتفالية بالبادية وتلاقي الأيدي وتلامس الكفوف لكل مكوننا الاجتماعي والثقافي، هي مساحة على رمال الدهناء حيث يكون المهرجان وللسكان القادمين من أعالي مرتفعات السروات - السرات - وجبال الحجاز ومن تهامة الساحل الغربي مرورا بالهضاب الوسطى وعارض نجد جبال طويق حتى تلتقي على أطراف جدائل الدهناء، إلتقى طبوغرافي ينسجم مع لقاء ديموغرافي يمزج الإنسان بالأرض وهو أفضل أنواع المزج حين يلتقي الإنسان بالأرض عبر مهرجان محوره الأبل التي رافقت مسيرتنا طوال التاريخ.