عبدالحفيظ الشمري
يزداد الاهتمام هذه الأيام بأنشطة ومجالات الأسواق الاليكترونية، والمبادلات التجارية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أخذ حيزا لا بأس به من النمو التصاعدي غير المتوقع في هذه العوالم الافتراضية الجديدة؛ لتوازي ما هو قائم وتقليدي، ومعروف منذ الأزل إلى يومنا هذا.
فبوادر مزاحمة السوق التجاري التقليدي بدأت بنشأة هذا الأسواق الإليكترونية الجديدة، ورغم المعوقات التي تواجهها، إلا أنها لا تزال تعلن عن نفسها كبرنامج تسوقي جديد في مفهومه وتقنياته وتواصله مع المستهلك الذي أغرته التسهيلات والعروض المنوعة عبر وسائل شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تزخر بالكثير من الفرص التجارية والإمكانات التسويقية المميزة.
ورغم أن نشأة هذه الأسواق الاليكترونية حديثة جدا إلا أنها نفذت إلى المشهد الاجتماعي، لتكسر هيمنة نمطية العروض التجارية؛ لتعلن دائماً عن لقاء افتراضي بين البائع والمشتري؛ وهما المتواريان خلف معلومات، وأنماط اليكترونية؛ إلا أنهما سرعان ما يتفقان حول مطالبهما وعروضهما وقيم ما يقدمانه بأدبيات مهنية جديدة؛ مع وجود حذر لازم منهما؛ وهذا أمر ممكن في عالم العروض التجارية.
فقد بدأت هذه الأعمال والأنشطة تأخذ مكانها وتتطور فعلا من خلال الحرص والحذر اللازمين لقيام معادلة تجارية متكاملة؛ تبدأ بالعرض ويليه الاتفاق؛ ومن ثم البيع الذي يتم عن طريق وسائط أخرى، تسهل للبائع عرض بضاعته، وللمستهلك أمان في استلام ما يطلبه من أي مكان في العالم.
ولم تتوقف العروض التجارية والمبيعات عند حدود المنتجات المعتادة والطلبات التقليدية للمواد الاستهلاكية، والأدوات، والأقمشة، والملبوسات إنما شملت هذه العروض المنتج المعلوماتي، والأوعية الرقمية التي تخدم المؤسسات المتخصصة في مجالات كثيرة كالإعلام الجديد، ونظم المؤسسات والشركات التي تزود المستفيدين بمعلومات معدة سلفا، ليستفيد منها الباحث والمتخصص كل في مجاله.
ومن إيجابيات هذه الأسواق التجارية الاليكترونية أنها تختصر منظومات العمل الخاص بها، فقد تستغني أي منظومة تسويق تجاري على نحو وظائف المحاسب ومدير الأعمال، والخبير، والمسوق، لينتج عن ذلك خدمات منوعة؛ يقتسم فيها البائع المهام مع شخصيات أخرى؛ لها أدوار مناسبة على نحو إيصال الخدمة، وإنهاء الإجراء المالي.
ولا شك أن ثقة الناس بهذه الأسواق الجديدة - كما أسلفنا - لا تزال تكبر وتتسع رغم بعض المحاذير والتحديات التي قد تحد من انتشارها، وكمثال محلي وحيوي فإن شبكات التواصل الاجتماعي قد أسهمت في نجاح الكثير من مشاريع الأسر المنتجة من خلال هذه المتاجر الاليكترونية، لأنها تقدم أعمالا ومنتجات منزلية؛ يمكن أن يثق فيها المستهلك، بدلا مما يقدم بطريقة تقليدية، إضافة إلى عروض تجارية أخرى قد يبالغ التاجر التقليدي - أحيانا - في أسعارها، على نحو ما نشهده اليوم من تباين في أسعار الملبوسات، والأدوات، وقطع الغيار، وأنواع أخرى بدأ المجتمع يبحث عنها بحلول اقتصادية ممكنة؛ وبأسعار معقولة.