صيغة الشمري
يبدو أن مشاكل الإبل في مجتمعنا تحتاج تشكيل هيئة مستقلة أو لجنة من جميع الجهات سواء إعلامية أو أمنية أو صحية، كون مجتمعنا يرتبط في هذا الحيوان الأليف ارتباطًا عاطفيًا يصعب على صاحب الحل التعامل معه مهما كان الحمل ضروريًا ونافعًا، مشاكل الإبل السائبة لم يتم حلها منذ عشرات السنين رغم كل ما تحصده من أرواح الناس على الطرقات من حوادث مميتة خصوصًا أن أغلب حوادت تصادم السيارات مع الإبل ينتج عنها وفيات أو إصابات خطيرة نتيجة لثقل جسم هذا الحيوان وسقوطه مباشرة عند التصادم فوق رؤوس الركاب مباشرة، ورغم كل ما كتبته وسائل الإعلام ومطالبات المجتمع الحثيثة بمطاردة أصحاب هذه الإبل ومعاقبتهم لمنعهم من إهمال إبلهم وتركها تحصد أرواح مساكين لا ذنب لهم إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل دون سبب معروف مع أن الحل بسيط ولا يحتاج لتعقيدات يتلخص في إلزام أصحاب هذه الإبل بوضع سوار يصعب إزالته على إحدى أرجل البعير يتضمن معلومات صاحب البعير تمكن الجهات ذات العلاقة من معرفته ومصادرة أي بعير لا يحمل هذا السوار، وبذلك سيلتزم أصحاب الإبل في المحافظة على إبلهم ومتابعتها والحرص على عدم إهمالها بهذا الشكل الذي يشكل خطراً على جميع الطرقات البرية في المملكة، لكن لم يصدر أي قرار أو حل يلزم أصحاب الإبل في كف أذاها عن الناس، ويبدو أن أصحاب الإبل لديهم نفوذًا لا نعرف سرّه يجعلهم في مأمن من أي عقوبات أو أنظمة تحد من تسيبهم واستهتارهم بأرواح الناس، يتضح ذلك جليًا فيما حدث بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية بأن الإبل هي السبب الأول في مرض كورونا - عافانا الله وإياكم- ومحاولات وزارة الصحة عندنا للتعامل مع هذه المعلومة باءت بالفشل كونها لم تكن تعلم بمدى حساسية التعامل مع ملاك هذه الإبل ونفوذهم غير المفهوم حتى وإن تعلق الأمر بصحة ملايين البشر من مواطنين ومقيمين، وحتى كتابة هذه السطور ستظل المشاكل التي تتعلق بالإبل معلقة الحلول وسائبة القرار مهما بلغت خطورتها ومهما بلغت سلبيتها وأهمها تهمة غسيل الأموال وتهمة مرض كورونا وتهمة الحوادث المميتة!