محمد بن علي الشهري
مشكلة بعض الذين يسبق حرف الـ(د) أسماءهم ممن يشغلون مناصب قانونية في اتحاد الكرة، هي في اعتقادهم بأنهم أكثر ذكاءً وفطنة من غيرهم، وأنه باستطاعتهم تمرير تلاعباتهم وتحايلاتهم وأهدافهم القريبة والبعيدة على باقي خلق الله هكذا دون أن تجد من يجيد ويتقن قراءة ما بين السطور قراءة صحيحة؟!.
فعلى خلفية ما جرى على هامش الكلاسيكو الذي جمع الزعيم والعميد من أحداث مؤسفة، ظننا أن لجنة الانضباط برئاسة (د. خالد بانصر) ستكون أكثر مواكبة لها، وبالتالي تكون أكثر دقة في التعامل مع وقائعها وشواهدها الواضحة بعيداً عن أية حسابات أخرى، فما الذي حدث؟؟.
الذي حدث أن (الدكتور ولجنته) عندما خانتهم قواهم في اتخاذ اللازم القانوني حيال المتسبب في كل ما حدث، وعندما لم يجدوا في الجانب الهلالي ما يمنحهم -قانونياً- حق معاقبته، لذلك عكفوا على (تأليف وتركيب وتكييف) مهزلة عقوبة (نواف العابد) استناداً إلى حيثيات هلامية تنم عن استسهال ممارسة الاستخفاف بعقول المجتمع الرياضي، بل أنها تحمل دعماً ودعوة صريحة غير مشكورة لممارسة الانفلات الجماهيري مستقبلاً.. كيف؟؟.
كيف ستعبّر الجماهير عن أنها مُستفزّة من قِبل اللاعب الذي سيحتفل مثلاً بإشارات يجسد من خلالها مشهد قطع رقابهم، أو آخر يمارس رقصة ما لا تعجبهم، هل ستبادر لجنة بانصر بإيقافه تلقائياً، أم أنه لا بد من أن تلجأ تلك الجماهير لإلقاء كلما تحمله في أياديها وأرجلها على أرض الملعب بحسب حيثية معاقبة العابد، وبذلك توفر للجنة مسوغات دعم خزينتها من خلال فرض المزيد من الغرامات على مخالفات هي من صنعتها وفرضتها ودعمتها بدلاً من أن تحاربها.. والمتضرر في هذا الجانب هي الأندية التي تئن تحت وطأة الأزمة المالية التي تمر بها؟!!.
الأمر الذي حيّر النقاد والمتابعين على حدٍّ سواء، هو إفلات (عدنان فلاته) من عقوبات (لجنة بانصر) رغم وضوح ما قام به من اعتداء همجي، إلى حد أن أحد الخبراء قال: لو لم يحدث في المباراة من المخالفات والتجاوزات سوى ما قام به (الفلاته) لاستوجبت عقوبة انضباطية مغلظة فكيف أفلت منها وعوقب غيره ظلماً؟!!.
الأمر الآخر الذي يدعو للتعجب حد السخرية، هو تغليظ عقوبة فهد المولد التي ستحرمه من تمثيل فريقه أمام النصر، ويبدو (والله أعلم) أن ثمة حسابات استدعت (تلفيق) عقوبة العابد، وتغليظ عقوبة المولد لصالح ذات الحسابات، هكذا تراءى للغالبية العظمى من المتابعين؟!!.
على كل حال يمكن القول: إن الاستئناف بقرارها القاضي بنقض قرار لجنة الانضباط قد أنقذتها من ورطتها التي وضعت نفسها فيها عنوة أياً كانت مبرراتها التي ركنت إليها في قرارها الخاص بعقوبة العابد وذلك لعدم قدرتها على تطبيقها مستقبلاً، لأنها أساساً عقوبة (مخجلة) وذات أهداف وأبعاد مشبوهة، ولو تقبلها الهلال مثلاً، فلن يتقبلها غيره؟!!.
السؤال: متى يتخلص الوسط الرياضي نهائياً من مخلّفات حقبة اتحاد عيد؟؟!.
رسالة قصيرة جداً جداً إلى فريق الهلال مع التحية:
من الآن فصاعداً عليكم (بتعقيم) الأهداف التي تسجلونها حتى لا تتأثر نفسيات وأحاسيس (بني خيبان) المرهفة.