سعد السعود
بعض الأيام لا يمكن أن تتكرر .. وبعض الأحداث بالذاكرة تحفر .. فهل أجمل من بدر يكتمل حتى قبل منتصف الشهر .. هكذا كانت تلك الليلة وهاهي طقوسها.. الحدث : نهائي كأس سمو ولي العهد .. والراعي للمباراة: نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف .. والحضور في الملعب : فريقان صافحا العالمية ..
والحاضرون في المدرج : الشعب بكل أطيافه وانتماءاته الرياضية .. فهل أفخم من هكذا مناسبة بكل تفاصيلها ..
حتى عقارب الزمن تتوقف لتتأمل أناقتها .. ما أجمل عرس الرياض يوم الجمعة .. وما أفتنها من لوحة كانت
ألوانها غايةً في الروعة.
وحتماً ليلة كهذه بكل ما فيها من رونق.. تحتاج لفريق يصنع الفرق .. فكان العميد متحدثها الفريد .. فرغم ما
سبق المباراة من ظروف .. إلا أن أبناء أحمد مسعود انتزعوا من الجميع تصفيق الكفوف .. فتأسد فواز القرني في
المرمى ولم يتسرب لداخله الوجل .. وظهر عمر المزيعل كما لم يظهر قبل .. وكان جمال باجندوح سيد الوسط الأول
.. وبزغ نور كهرباء ليضيء الكل .. ليكون لاعبو كبير جدة في الملعب رجالاً على قلب رجل .. وفريق صنيعه كهذا حتماً سيكون التتويج هو الترجمة لكل ما عمل .. وذلك بالأخير هو ما حصل.
أما الطرف الآخر للنهائي .. فبطرقات الأتي تاه .. وفقد الذاكرة عن مستواه.. وبتخبطات مدربه أتته الخسارة تجر
أذيالها .. دفع ثمن مجاملات مسيريه للعنزي وحسين .. ليبقى بالدكة من يملأ العين .. كان بإمكان النصر العودة
في الشوط الثاني ليكون التحول .. لكنه بدلاً من إصلاح ما أفسده بالشوط الأول .. إذ به يفقأ العين الوحيدة
المبصرة في العالمي ويصيبها بالخسوف .. وأعني هنا بإخراج المدرب لتوماسوف .. فارتاح دفاع الاتحاد .. ولم تخلف
التغييرات سوى الرماد .. لتكون الوصافة نهاية القصة .. ويصاب المشجع النصراوي بالغصة .. لأنه باختصار كان
يمكن أن يعود بأكثر من هذا .. لو امتلك مدربه الدراية وتخلى مسيروه عن المجاملة. أخيراً .. اكتمل جمال الختام
.. بصافرة أفضل الحكام .. حضر كلاتنبرغ حكم نهائي أوروبا فتفرغ اللاعبون للملعب .. ثقة منقطعة النظير .. وعدم الإلتفات للصفير .. لم تتأثر قراراته بلون .. ولم يلتفت لاعتراضات كائن من يكون .. وإن كان من أخطاء حدثت ..
فالمساعدان يتحملانها للأسف .. سواءً ببعض التسللات أو حتى الهدف .. حتى كادت تلك الأخطاء البدائية تشوه جمال الصافرة العالمية .. لذا كل الأمل أن يستفيد حكامنا من أداء حكم الساحة.. لتعود الفائدة كبيرة في منافساتنا المحلية.
درس برشلونة وأنديتنا
كم من الدروس تقدمها لنا كرة القدم.. لعل أهمها الإيمان بالأمل وعدم اليأس.. والمثابرة حتى آخر نفس .. وما
درس برشلونه ضد باريس جيرمان إلا تأكيد على أن لا مستحيل في كرة القدم.. فلم يكن يتوقع أحد ما حدث .. ولكنه فعلها .. ولذا فكثيراً ما سمعنا هذه المقولة كروياً نظير ما يملكه المانشافت من روح: المستحيل ليس ألمانياً .
ولأن الشيء بالشيء يذكر .. فلازالت ذاكرتنا تسترجع شريط عودة الاتحاد بالنهائي الآسيوي بالفوز بخماسية بعد أن خسر الذهاب في جدة من الفريق الكوري سيونغنام بثلاثية .. وحتى في منافساتنا المحلية فعلها الليث ـ عندما كانت أنيابه بارزة ـ بالعودة في شوط وتسجيل خمسة أهداف بمرمى الاتحاد الذي تقدم في الشوط الأول بثلاثية.
ولذا فمثل هكذا دروس يجب أن يعيها النشء .. وتكون نبراساً لكل من يتكاسل في عمله أو يصيبه اليأس .. فمن رام اللؤلؤ عليه الغوص بالبحر .. فالبطولات لا تأتي بالقليل من الأعمال .. والمعجزات لا يصنعها سوى الأبطال .
آخر سطر
في الاتحاد قوة !