سعد الدوسري
صحيح أن جائزة الكتاب تُمنح لمستحقِها، بعيداً عن عمره أو جنسه أو مسقط رأسه، وصحيح أن البعض لا يميلون إلى اعتبار الجوائز مقياساً على جودة الإنتاج الأدبي والثقافي، إلا أن اتساع دائرة الفائزين بها، يعطي مؤشراً على موضوعيتها ومنهجيتها. وأحياناً، يكون مستغرباً حجب بعض فروع الجائزة، لأن هناك من لا يتقبل فكرة أن يخلو ذلك الفرع من كاتب أو مبدع مؤهل للفوز به. ويكون مستغرباً أكثر أن يكون كل الفائزين في دورة من الدورات من الرجال، دون أن تكون هناك امرأة واحدة مؤهلة للحصول على أي فرع من الفروع المتعددة والمتنوعة.
هذا هو ما حصل في الدورة الحالية لجائزة وزارة الثقافة والإعلام، إذ أُعلنت هذا العام دون أن يكون للمرأة حظٌ في أيٍّ من فروعها، مما جعل السؤال يبرز:
-هل تم نسيان المنجز الثقافي للكاتبة والأديبة السعودية، أم أنه لا يرقى لمستوى الجائزة؟!
إن معظم المهتمين بالشأن الثقافي لا يمكن أن يتصوروا بأن كل ما قدمته الكاتبة السعودية من أعمال فكرية وأدبية خلال العام 2016، لم يستحق أي فرع من فروع الجائزة. لكنهم قد يتقبلون فكرة أن الآليات التي حددت أعمال لجان الجائزة، لم تراع المعايير المنهجية لمثل هذه الفعاليات السنوية، ويأملون ألا تتكرر مثل هذه الممارسة في الأعوام القادمة، لأنها ستعكس أننا ضد تمكين المرأة في المشهد الثقافي.