القاهرة - واس:
بدأت أمس بالقاهرة أولى الجلسات العلمية للمؤتمر الدولي السابع والعشرين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمشاركة نائب معالي وزير الشؤون الدينية والدعوة والإرشاد بالمملكة الدكتور توفيق السديري، ووزير الأوقاف المصري رئيس المؤتمر الدكتور محمد مختار جمعة، ووزير الثقافة المصري حلمي النمنم، ووزير الأوقاف الجزائري الدكتور محمد عيسى، ووزير الشؤون الإسلامية في موريتانيا أحمد ولد داود، ونائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبحرين الشيخ عبدالرحمن بن محمد راشد آل خليفة.
وأكد السديري في كلمته أمام الجلسة، دور قادة المؤسسات الدينية المعتدلين لاستعادة الخطاب الديني من المتشددين وأنصاف المتعلمين الذين أساءوا إلى تعاليم الدين السمحة ووجهوا نفعيًا ومصلحيًا بعيدًا عن العلم الشرعي القويم، مطالبًا بتكاتف الجهود سياسيًا وفكريًا وأمنيًا ودينيًا للتصدي للفكر المنحرف. وأشار نائب معالي وزير الشؤون الدينية والدعوة والإرشاد بالمملكة إلى تجربة بلاده لمواجهة الإرهاب، مضيفًا : «أن المملكة العربية السعودية كانت من أوائل الدول التي اكتوت بالإرهاب،
ولذا أسهمت في الكثير من التحالفات الدولية، وإنشاء المراكز داخل وخارج المملكة لمواجهته كالتحالف الدولي ضد الإرهاب ودعم إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى الاستراتيجيات التي تنفذها الوزارات والهيئات المعنية وتبني الحملات ومنها حملة السكينة التي أسهمت في عودة الكثير من الآلاف الحاملين للفكر المتطرف من داخل وخارج المملكة، التي أسست لثقافة السلام ومواجهة الإرهاب». ونوّه السديري بالتعاون بين المملكة العربية السعودية ووزارة الأوقاف المصرية والأزهر ودار الإفتاء في مصر، للتصدي للفكر المتطرف بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرة المصرية في هذا الصدد.
وقال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم من جانبه: «إن العرب والمسلمين حول العالم هم أكثر ضحايا الإرهاب والعمليات الإرهابية، ومن يرجع إلى قوائم الضحايا يتأكد من ذلك»، مضيفًا: «أن الغرب ادعى أن الإرهاب ينتج من غياب الديمقراطية في المجتمعات العربية، وهذا ليس صحيحًا فهناك جماعات إرهابية في المجتمعات الأوروبية التي تتمتع كما يقولون بالحرية والديمقراطية، كما أنهم اتهموا الإسلام بأنه يعزز الإرهاب، والواقع أن المسلمين ضحايا له، والإسلام بريء منه». وأشار النمنم إلى دور وزارة الثقافة في التصدي للإرهاب والفكر المتطرف بتشجيع الإبداع، وتطوير قصور الثقافة، بهدف حماية الشباب من فكر الإرهاب والتطرف، لافتًا الانتباه إلى دور النخب والباحثين ورجال الدين في هذا الصدد. وأوضح وزير الثقافة المصري أن الإرهاب ظاهرة عالمية معقدة ومركبة، ولا يجوز أن يتحمل المسؤولية عنها طرف واحد، مشددًا على أن هناك إصرارا عربيا على مواجهتها حماية للأوطان العربية ولشعوبها.
واستعرض وزير الأوقاف الجزائري الدكتور محمد عيسى من جهته جهود بلاده لمواجهة الإرهاب بإصدار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي يعفو عمن ترك سلاحه ويمده بأسباب العيش، ويفتح الحوار مع المتشددين ومراجعة منظمات الثقافة والإعلام والفكر في الجزائر للتصدي لأي فكر متطرف.
وأفاد عيسى بأن أكثر المُغرر بهم من الإرهابيين يعانون من الجهل بالدين، ما يقع بالعبء على قادة الإعلام والثقافة والدين بالتوعية من مخاطر الإرهاب ونشر الدين الصحيح والتحاور بالحسنى والحوار بالعقل بلا تعصب. وحذر وزير الشؤون الإسلامية في موريتانيا أحمد ولد داود من ناحيته، من مخاطر الإرهاب والمتشددين والمتطرفين الذين يسيئون التفكير في الدين ويلجؤون إلى الأعمال الإرهابية لسوء فهم الدين، مشيرًا إلى جهود بلاده لإعادة المتطرفين فكريا إلى رحابة الإسلام السمحة.
بدوره أكد نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبحرين الشيخ عبدالرحمن بن محمد راشد آل خليفة، أهمية دور القادة السياسيين والدينيين في نشر ثقافة الإرهاب، مطالبًا النخبة في الدول الإسلامية والعربية في مختلف المجالات بتبادل الرؤى والبحث سويًا لنشر قيم الأمن والسلم والسلام في المجتمعات العربية. وبيّن المستشار بوزارة الأوقاف في سلطنة عُمان الدكتور إسماعيل العوفي، اهتمام القرآن الكريم بالحوار والتسامح ونبذ العنف والتطرف، داعيًا إلى التمسك بالقيم الإسلامية التي تؤسس للتعاون. وشدد مفتي مدينة كوموتيني بشمال اليونان الشيخ ميتسو جمال حافظ، إلى حاجة الجاليات الإسلامية في الخارج إلى تعاليم الدين الصحيح بعيدًا عن أي تشدد، مُحملاً المسئولية إلى قادة الدين الإسلامي بتوضيح حقيقة هذا الدين السمح.