فهد بن جليد
الشراكة الأكاديمية في هذا المشروع الرائد بين المباحث العامة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تأتي تحقيقاً لرؤية قادة هذه البلاد -حفظهم الله- في منح النزيل فُرصة تصحيح مسار حياته ليعود فرداً نافعاً في مجتمعه، عبر تحصينه بالعلم والمعرفة.
وعلينا أن نستذكر هنا الموقف الكبير لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- بتحمل الدولة رسوم التسجيل، وموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- على ذلك، ونحن نجني اليوم في هذا العهد الزاهر ثمار تلك الرؤية والنظرة السديدة لمُساعدة فئة من أبناء الوطن.
فهذا النوع من التعليم هو بمثابة (طوق النجاة) للنزيل، عندما مُنح فرصة النظر للحياة بإيجابية، خصوصاً عند انتهاء محكوميته وعودته للانخراط في المجتمع من جديد، بعدما منَّ الله عليه برجال صادقين (داخل السجن) أخذوا بيده وذَّللوا أمامه كل الصعاب حتى يشعر بقدرته على الرجوع من جديد للطريق السوي والصحيح؛ ليخدم نفسه ووطنه.
لقد استقبل الموقوفون وأسرهم (الهدية) التي قدمها سمو نائب خادم الحرمين الشريفين بإتاحة الفُرصة لمن يرغب في إكمال الماجستير والدبلوم، بالتصفيق والشكر والثناء فور إعلان مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن ذلك في حفل التخرج، وهو ما يؤكد انفتاحهم على الحياة، ورغبتهم في التغيير والاستفادة من هذه المُكرمة غير المُستغربة من قادة هذه البلاد -حفظهم الله-.
فرحة الأهالي وهم يرون الأثر النفسي الكبير على أبنائهم باستدراك مافاتهم، مع عودة الأمل في صلاحهم -بفضل هذه الخطوة الإنسانية- التي رسمت لهم مُستقبلاً كاد أن يضيع، تؤكد نجاح هذا المشروع الذي يستحق أن نفتخر به أمام العالم أجمع.
لذا، أجد من واجبي الإعلامي أن أشيد بهذه الخطوة المُباركة والشراكة الاستراتيجية بين المباحث العامة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عندما تمنح فرصة جديدة أمام هؤلاء النزلاء ليعيدوا بناء مستقبلهم كأعضاء صالحين، وهو ما يعكس اهتمام قادة هذه البلاد المُباركة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وسمو نائبه، وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله جميعاً - بهذه الفئة من أبناء الوطن، مما يؤكد أن واقع سجون المباحث العامة يُفند كل الأقاويل التي يروِّج لها الأعداء والمُغرضون.
وعلى دروب الخير نلتقي.