حميد بن عوض العنزي
الكثير من الشابات والشباب يعشقون أعمال التطوع، ويندفعون بأوقاتهم وجهدهم في أعمال تطوعية في مجالات كثيرة. وهي صفة حميدة، تنمُّ عن خُلق رفيع، وحب لمشاركة الآخرين أعمالهم وإنجازاتهم التي تخدم المجتمع. ولعل من المهم استثمار هذا التوجه وهذا الحماس بشكل صحيح، وتوجيهه نحو القطاعات الأكثر حاجة لمثل هذه الجهود والقدرات التطوعية.
ولعل من المهم أيضًا الوقوف في وجه من يحاول استغلال الشباب من الشركات الربحية التي بات بعضها اليوم، وخصوصًا في مجال تنظيم المعارض والمؤتمرات، يستغلون التطوع لتعظيم أرباحهم, من خلال الاستعانة وأحيانًا استغلال الشباب المتطوع في أعمال ربحية، لا يجني منها الشاب سوى شهادة أو خطاب شكر, في الوقت الذي تقوم فيه هذه الشركات أثناء التعاقد على تنظيم معرض أو مؤتمر باحتساب هؤلاء الشباب ضمن التكاليف، وتقبض قيمة وجودهم ضمن خدمات التنظيم المحسوبة على العميل أو الجهة صاحبة الفعالية!
التطوُّع عمل سامٍ وأخلاقي، ولا يجب استغلاله لجني الأرباح لفئة محدودة على حساب وقت وجهد الشباب الذين قد يجهلون حقيقة الأمر؛ ولهذا فمن المهم وضع إطار تنظيمي للأعمال التطوعية لتوجيه تلك الجهود إلى خدمة المنافع المجتمعية والوطنية غير الربحية، وبما يعزز الاستثمار الحقيقي لتلك الطاقات الشابة. وهذا لا يتعارض مع مشاركتهم مع الشركات في تنظيم الفعاليات، ولكن بمقابل مادي يتناسب وجهودهم التي يقومون بها.
وقد سبق أن حذَّر عدد من الخبراء والمختصين في العمل التطوعي من استغلال بعض الشركات الخاصة شباب وفتيات الوطن في بعض الأعمال الربحية تحت ذريعة العمل التطوعي.. وأجمع المشاركون في ملتقى أرامكو السعودية التطوعي على ضرورة حصول أي متطوع على شهادة رسمية بعدد الساعات التي قدمها، وعلى حصوله على المواصلات والإعاشة إذا لزم عمله التطوعي ساعات طويلة، مع إمكانية حصوله على مقابل مادي على بعض الأعمال التي يقوم بها.