«الجزيرة» - علي مجرشي:
في أولى فعاليات «البرنامج الثقافي» المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2017م، جاءت ندوة (حديث في الرواية) استهلالاً للبرنامج بمشاركة الروائي الإرتيري حجي جابر والروائية وأستاذة الأدب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتورة هيفاء الفريح، التي أدارها الكاتبة والروائية رحاب أبو زيد، التي بدأت حديثها بتقديم نبذة مقتضبة عن المشاركين في الندوة ثم أعطت المجال للروائي حجي جابر في الحديث عن ورقته والتي جاءت بعنوان (أساطير حول الرواية) التي أكد فيها أن ثمة أساطير تحيط بالرواية كتابة ونشراً وتلقياً من قبل القراء قد يفاجأ بها من يخوض مجال الكتابة للمرة الأولى والتي تحكي حال الكاتب، مستعرضاً الأساطير التي تحيط بالكاتب عند كتابة الرواية، مشيراً إلى أسطورة اختيار الوقت المناسب للكتابة، عاداً تأخر الكاتب في كتابة روايته انتظاراً للحظة غير معلومة على وجه الدقة يعتقد أنه يكون فيها قد بلغ الجاهزية الكاملة.
بعد ذلك قدمت الدكتور هيفاء الفريح ورقتها، التي جاءت بعنوان: «الشخصية الصوفية في نماذج من الخطاب الروائي المعاصر» التي أوضحت أن ورقتها لا تحكي الخطاب الصوفي الذي طرق مراراً وتكراراً، وإنما ركزت على الصوفية بوصفها الشخصية الرئيسة التي تقوم الرواية عليها التي حصرتها على ثلاثة نماذج لروائيين متنوعي الأقطار والأفكار وعن شخصيات صوفية مختلفة النماذج عالمية وعربية ومحلية، مشيرة إلى أن التراث الصوفي عودة معرفية عامة قبل أن تكون أدبية، مبينة أن هناك الكثير من المفكرين عادوا إلى عالم الروحانيات التي جاءت بمنزلة رد فعل على الحضارتين المادية والعقلانية.
ومضت الفريح في ورقتها مستعرضة الشخصية الصوفية بين الخطابين التاريخي والتخييلي، حيث أشارت إلى الرواية التي تتحدث عن شخصية تاريخية يشدها غالباً قطبان، قطب تاريخي يوجد خارجها ويكون سابقاً لها وقطب أدبي يتشكل معها وفيها وبها، موضحة كيفية تحول المفهوم الصوفي القديم إلى مفهوم روائي حديث من خلال اختيار الروائي الحديث عن الشخصية الصوفية، الذي لا يكتفي بنقلها من كتب التاريخ وصياغتها على شكل حكاية، وبأن الخطاب التاريخي لا يكفي لتحويلها إلى خطاب قصصي دون تجريب حقيقي لتوظيف أهم مفاهيم الصوفيه في الخطاب القصصي.