سَلِي الغابرينَ بأرضِ الحجازِ
ومِمنْ أحبَّ فماتَ شهيدا!
أولئكَ أجداديَ العاشقونَ
إذاماطلبْتِ لعشقي شهودا!
أنامن سُلالتِهمْ جئتُ وحدي
تشرَّبْتُ(حِمْضَ نواهُمْ ) فريدا!
كُسيتُ ملامحَ من سُمْرَتيهمْ
وأوصافهم قائمينَ قُعودا!
تلوَّنَ جِلْدي بلوْنِ هواهمْ..
وأُشْرِبْتُ عنترةً ولبيدا!
تماوجُ في حُزْنِ وجهي قُراهمْ..
(ووادي القُرى)منذُ كنتُ وليدا!
أكادُ أردِّدُ لحْنَ صَداهُمْ
فيُمْطِرُني نغَمَاً وورودا!
يُعرِّشُ زهْرُ الغرامِ بعيْني
ويجلدُني حينَ يُضحي صدودا!
فيبكي بعيني(مليكٌ ضليلٌ)
ويصرخُ درْبٌ تلَظَّى بعيدا!
يلوحُ على صفَحاتِ الطريقِ
سرابٌ وخلْف التِّلالِ شرودا
وفاءُ(السَّمَوْألِ)يرسُمُ طبْعي
وإنْ كان(دِرْعُ)غرامي حديدا!
جميلُ(بُثيْنةَ)بين جفوني..
أراه يُسطِّرُْ عشقاً جديدا!
ويرسمُ لونَ غرامٍ تشظَّى
بكبْدي وأرهقنيهِ صَعودا!
إذا ماأردْتِ قراءةَ قيسٍ
فإني كتابٌ لقيْسٍ أُعيدا!
وفي صفَحاتِ الكتابِ جنونٌ..
يسافرُ بي في القِفارِ وحيدا!
وكلُّ غزالٍ يمُرُّ .. أنادي..
على أنَّ ظنِّي به لنْ يعودا!
أُقبِّلُ كُلَّ جدارٍ أراهُ..
وأذكرُ عصْراً تولَّى حميدا..!
- شعر/ مطلق الحبردي