محمد عبد الرزاق القشعمي
وبالرجوع لمجلة «قافلة الزيت»العربية التي تصدرها شركة الزيت العربية الأمريكية «أرامكو» نجد ضمن «شريط الأخبار» المنشور في العدد الأول من المجلد السابع لشهر محرم 1379هـ الموافق يوليو 1959م الخبر التالي:
«سافر إلى الولايات المتحدة السيد محمود عبدالله طيبة للتخصص في الهندسة الميكانيكية وقد قامت الشركة ببعثه بمقتضى برنامج تطوير الموظفين السعوديين، وسيلتحق السيد محمود بجامعة «ليهامي» في مدينة بيت لحم بولاية بنسلفانيا، وسيمكث هناك مدة سنة واحدة أو أكثر، وقد جرى اختيار السيد محمود طيبة لمتابعة تدريبه العملي على أساس كفاءته في تأدية أعماله وعلى أساس استعداده الذي يبشر بمستقبل زاهر في الحقل الهندسي».
وقد رغب في مواصلة تخصصه الهندسي - هندسة الميكانيكا، حيث حصل على الشهادة التي تعادل الماجستير فعاد عام 1961م مواصلاً العمل مدة سنتين معتبرًا أول مهندس سعودي بالشركة، فطلبته وزارة التجارة بعيد إنشائها وقت أول وزير لها معالي الشيخ أحمد صلاح جمجوم، حيث عرضوا عليه العمل بها فانتقل لها من شهر صفر 1382هـ كمدير عام للشؤون الصناعية وهي الإدارة الوحيدة في المملكة المعنية بالكهرباء والترخيص للشركات والمصانع التي لها علاقة بالكهرباء، وفي هذه الأثناء رغبت هيئة الأمم المتحدة استحداث مركز لهيئة الأبحاث تابعًا للوزارة وكلف بإدارته، ثم وكيلاً للوزارة للشؤون الصناعية، وقد زار مناطق المملكة وبالذات بيشة والقنفذة برفقة وكيل الوزارة وقتها عابد شيخ حيث سمعوا بالتشكيل الوزاري الجديد الذي بموجبه رشح عابد شيخ كوزير جديد لوزارة التجارة.
وقد تنقل بعد ذلك في كثير من المواقع القيادية كمحافظ المؤسسة العامة للكهرباء ثم رئيسًا لمجلس إدارة الشركة العربية الموحدة للكهرباء في المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية كما رأس بعض الشركات واللجان مثل رئاسته لمجلس إدارة الشركة السعودية للأسمدة «سافكو» بالدمام إضافة لعمله نائبًا لرئيس مجلس إدارة جمعية رعاية الأطفال المعاقين وعضو مجلس إدارتها، إضافة لعضوية مجلس إدارة الخطوط الجوية السعودية إلى جانب عضويته لمجلس إدارة بترومين، وكذا عضويته لمجلس إدارة هيئة المواصفات والمقاييس، وعضويته لمجلس إدارة المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق، وعضو لمجلس الشورى أخيرًا نائبًا لرئيس مجلس الشورى حتى وفاته -رحمه الله-.
وقد قدرته الدولة وكرمته في حياته، حيث منحته وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى كما منحته الباكستان وسام (فارس أعظم، ووسام الجمهورية التونسية من الصنف الأول إلى جانب وسام مفتاح مدينة تايبيه من عمدة المدينة، ووسام (النجم الساطع) من حكومة الصين الوطنية.
-رحمه الله- فقد كان رجلاً مخلصًا ومحبًا لوطنه ومتواضعًا ومحبًا للخير وأهله.. وقد قرأت أن ذويه قد أعلنوا بعيد وفاته رجاء موجهًا لمحبيه بألا ينشروا التعازي كإعلانات بالصحف بل يتبرعون بأقيامها للجمعيات الخيرية كرغبته -رحمه الله-.
ومما قاله الاستاذ حمد الحمدان أحد من عمل معه في مركز الأبحاث «.. من أكثر الأمور المريحة في التعامل الوظيفي مع الاستاذ محمود طيبة -رحمه الله- أنه يحاول دائمًا خلق وشائج علاقات تقرب بينه وبين بقية الموظفين الذين يعملون معه، ويسعى لسد الهوة بين الرئيس والمرؤوس حسب المفهوم الإداري.