اختارت بذكاء، الصمت والنأي عن المقابلات في زمن التأويل المتعدّد والمبتسر للكلام؛ لتبقى بجمال أغنياتها العذبة في ذاكرة الصباح، واسمًا جماليًا مشتركًا لدى العرب كلهم بانتماءاتهم المختلفة وأطيافهم المتعددة حتى في أزمنة الانقسامات العربية خلال العقود الماضية، حتى قال أحدهم عنها إنها: «التي توحّد العرب»!
شغفها العميق بالموسيقى جعل اسمها يمتدّ جماليًّا عبر مصادر معرفية أخرى فهي تحضر في شطر قصيدة أو سطر رواية أو مشهد سينمائي وقد يمتد مستقبلاً بدراسة عميقة فكرية لظاهرتها وأثرها الجمالي داخل المختبر الأكاديمي الصارم ليكتمل الحضور المعرفي لها. هي أرادت أن تكون كلّ ما يُعرف عنها أغنية؛ بالرغم من التاريخ الكبير والحكايا والشخصيات التي عاصرتها خلال عقود شهدت الكثير من التحولات: «أفضّل أن تكون صورتي المحكيّة غنائية» وقالت في موضع آخر: «ذاتي تعبر عنها أغنيتي» وربما هذا يكون تفسيرًا آخر للغز صمتها.
- حمد الدريهم