يزورُ كطيفٍ كيف يهفو ويختفي
فما هو بالجافي ولا هو [بالوفي]؟
فإحساسُه حيناً كأرجوحةٍ هوى
وإحساسُه حيناً لظى من تلهُّفِ
يرومُ ويخشى يستوي ثم يعتلي
فلم أدرِ في أيِّ الأماكنِ يحتفي؟
تسير به ريحٌ فيغدقُ هاطلاً
وينْذرني برقاً فيَنفي وينتفي
فلله من أوجٍ يتوقُ فينحني
ليُشْعِلَ قلباً ثم ينْأى ويكتفي
شكوتُ فلم يرحمْ فبنتُ ولم يبنْ
فيا ليته يقسو بغير تأسُّف
يُغَرِّسُ في فكري نشازاً مُصَاحباً
سمُوَّاً وحيناً ..ساذجٌ كالمُخرِّفِ
طبائعُهُ كالإنْسِ حِسَّاً ومَظْهَرا
وأشواقُه كالجنِّ.. إحساسَ مُرْجفِ
عذولي كفى بهتاً فلو تعرفُ الهوى
لهيباً تركتَ العذلَ ويحكَ خفَّفِ
فلم يشتكِ النِّيرانَ إلا مكابدٌ
ولا تنحني القاماتُ إلا لمنصفِ
وإن سامني عِشْقُ التَّذبذبِ مُفْرِطاً
فإنِّي أُعِزُّ النَّفسَ .. يا نفسيَ اإنَفي
تجاوزتُ حدَّ الهالكين تعشُّقاً
ومازال بالقسطاس يمتازُ موقفي!
فكمْ أسرفوا في الهَيْمِ من غير فطنةٍ
ولي فطنةٌ تسمو بغير تكلُّفِ!
هو العقلُ إمَّا أن ينجِّيَ عاشقاً
وإمّا إلى سخفٍ يذلُّ ومُتْلِفِ..
إذا زاغ لحظي فالفؤادُ سفينتي
ونبضِيَ رُبَّاني وعقْلي مُعَرِّفي
شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور - 1438/5/11هـ
dammasmm@gmail.com