تمثل الوجهات السياحية المتكاملة أهم عناصر الجذب السياحي في الدول إذا ما تم استثمارها وتطويرها من خلال مشروعات البنية التحتية والخدمات ومرافق الإيواء السياحي والترفيه وغيرها.
وتزخر المملكة بمساحتها الشاسعة وتنوعها البيئي الفريد بنماذج من المواقع المؤهلة لتكون وجهات سياحية جاذبة، تتمثل في مناطق ساحلية وتراثية وغيرها.
إلا أنه من غير المقبول أن بلدًا بهذا الحجم مثل المملكة، لا توجد فيه وجهات سياحية متكاملة مثلما هو موجود في بعض دول الخليج ومصر وغيرها، ومن المؤسف أنه لم تنفذ حتى الآن أية مشروعات للوجهات السياحية المتكاملة رغم وجود مشروعات جاهزة لهذه الوجهات في استراتيجية التنمية السياحية التي أعدتها الهيئة وأقرتها الدولة عام 2005م، وكان عائق التمويل هو العائق الأساس لقيام هذه المشروعات والمشروعات السياحية الأخرى.
وفي كلمته في ملتقى المرشدين السياحيين الذي أقيم مؤخرًا في الرياض تساءل الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني: كيف تنمو دولة سياحية من دون مشروعات متكاملة للوجهات السياحية؟ مضيفًا سموه: الهيئة قدمت مشروعات جاهزة لهذه الوجهات قبل نحو 8 سنوات، إلا أن الهيئة والقطاع لم يمكن بالدعم والتمويل في الفترة الماضية، مما تسبب في تعطل كثير من المشروعات، ومن ضمنها الوجهات السياحية، ولو حصل التمكين الذي نراه اليوم منذ تأسيس الهيئة لما وجدنا استمرار هجرة المواطنين في المواسم السياحية ونحن الآن نعمل لاستدراك ذلك».
إن ما أعلنته الهيئة مؤخرًا من تخصيص معظم ميزانيتها لمشروعات السياحة والتراث في المناطق وفي مقدمتها الوجهات السياحية بعد أن دعمت من الدولة بميزانية كبيرة، يبشر بانطلاق المراحل التنفيذية الأولى لهذه الوجهات التي تحتاج إلى مراحل من العمل تمتد لسنين، ولا شك أن وجود مشروعات ومبادرات جاهزة عملت الهيئة على إعدادها أسهمت في تبني برنامج التحول الوطني لها ودعمها بميزانيات تم قسيمها على مراحل.
إننا نستشرف عصرًا جديدًا للسياحة السعودية بعد الإعلان هذا العام عن إقرار برنامج التمويل السياحي الذي قدمته منذ 12 عامًا، ورصدت له الدولة مليارين وسبعمائة مليون ريال، خصص منها هذا العام ما يقرب من ثلاثمائة وستين مليون ريال.
ونتطلع إلى أن تكون الوجهات السياحية هي العنصر الأهم في السياحة السعودية، فلدينا من الوجهات السياحية على البحر الأحمر والخليج العربي مثل العقير في الأحساء، والرايس في منطقة المدينة المنورة، وجزيرة فرسان، والعلا، وغيرها من الوجهات التي أعلنت عنها الهيئة ما يجعلنا نثق بتوفيق الله في نجاح هذه الوجهات المتميزة بيئيًا وتاريخيًا وسياحيًا.
- سعود المقبل
MOGBELS@SCTH.GOV.SA