خالد بن حمد المالك
بروناي جزيرة جميلة، يسودها الهدوء، إلى درجة أن الحركة في مطارها الدولي تكاد لا تسمع، حيث محدودية حركة الطيران، وقلة عدد المرتادين للمطار بغرض السفر، وبروناي دولة مستقلة تقع على الساحل الشمالي لجزيرة بورينو في جنوب شرق آسيا، بينما بقية الجزيرة تتقاسمها كل من ماليزيا وإندونيسيا، وكان استقلالها والاعتراف بها كدولة إسلامية مستقلة قد تم في بداية عام 1984م، ويلاحظ أن بعض مساجدها تكون عدد قبابها الذهبية بعدد رقم السلطان في تسلسل الحكم، فمسجد السلطان الحاج حسن البلقيه، ويسمى جامع العصري، وهو أكبر المساجد في العاصمة، يتكون من 29 قبة من القباب الذهبية، وهذه القبب ترمز إلى السلطان الحالي التاسع والعشرين لسلطنة بروناي دار السلام، ومثله مسجد السلطان عمر علي سيف الدين لديه 28 قبة وهي ترمز إلى سلطان بروناي الثامن والعشرين.
* *
أنهى الملك سلمان زيارته إلى بروناي، باختتام مباحثاته الرسمية مع سلطانها، وتوجت الزيارة بما تم الاتفاق عليه في المباحثات التي عقدت بين الزعيمين، والتي تركزت على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتوسيع آفاق التعاون بينهما، وخصوصًا في مجال التعاون التجاري والاستثماري، بما في ذلك الفرص الاستثمارية المشتركة بين البلدين، ليكون ذلك تجسيدًا لعلاقات الأخوة والصداقة المستمرة والتعاون الثنائي، وخصوصًا أن الزيارة الملكية تتزامن مع مرور ثلاثين عامًا على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين المملكة والسلطنة، سادت فيها العلاقات الأخوية والمحبة والتعاون وتبادل وجهات النظر في كل ما يحقق المصلحة لبلدينا وشعبينا المسلمين، ما يعني أن زيارة الملك سلمان ستكون إضافة جديدة للعلاقات المتميزة، وفرصة لتحقيق مزيد من تطلعات الشعبين المسلمين في بناء علاقات أشمل وأعم.
* *
وجاء في البيان المشترك الذي صدر في أعقاب ختام الملك زيارته لهذه الدولة، الإعلان عن أن القائدين اتفقا على تنشيط الاتفاقية العامة الموقعة بين البلدين التي تشمل المجالات الاقتصادية والاستثمارية والفنية والتعليمية والثقافية والشبابية والرياضية وكذلك تعزيز التعاون والتنسيق في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والشؤون الإسلامية. ودعا القائدان إلى حل دائم وشامل وعادل للقضية الفلسطينية، وعلى أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، ومثل ذلك بالنسبة للأزمة اليمنية، واتفقا على تنسيق المواقف في منطقة التعاون الإسلامي، وعلى نبذ التطرف، ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، وفي الشأن الاقتصادي جاء في البيان أن القائدين يتطلعان بأن يخرج اجتماع اللجنة السعودية البروناوية المشتركة المقرر عقده هذا العام بنتائج تخدم اقتصاد البلدين، وتعزز التعاون بين القطاع الخاص فيهما.
* *
لقد كانت ساعات قليلة تلك التي أمضاها خادم الحرمين الشريفين في بروناي، لكنها ساعات غنية بالمشاعر والعواطف والمحبة، وثرية بالنتائج، وتطابق في وجهات النظر، ما جعل من الزيارة فاتحة لمزيد من التعاون بين البلدين، وفرصة لرجال الأعمال في كل من المملكة وبروناي للاستثمار في مشروعات مشتركة، مستفيدين من رؤية المملكة التي تسمح الأنظمة الجديدة بقيام مشروعات عملاقة يستفيد منها هذا الجانب وذاك.