«الجزيرة» - صالحة المجرشي:
نظراً لحرص جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن على إذكاء الوعي الفكري، وانطلاقاً من رؤية الجامعة في أن تكون منارة المرأة للمعرفة والقيم، والمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 المتعلّقة برفع الوعي الفكري والقيمي لدى طالباتها ومنسوباتها، نظّمت صباح أمس 9 مارس 2017م، ورشة عمل بعنوان «خطورة الانحراف الفكري على الأمن الوطني»، للواء بسام عطية وبحضور أعضاء الوحدة من هيئة التدريس والهيئة الإدارية.
وتحدث اللواء بسام عطية عن أبعاد الأمن الوطني وعلاقته بالإرهاب، قائلاً: «يعد الإرهاب في مجمله حركات تغيير اجتماعي ينتج عنها تغيير سياسي-القفز على مراكز الحكم- يقود إلى فوضى تهدف إلى السيطرة على مقدرات الدولة الاقتصادية، ومن هذه الأبعاد البعد السياسي وسياسته الداخلية والخارجية، والبعد الاقتصادي والاجتماعي والعقدي والأيديولوجي والبعد الجيوسياسي والبيئي والبعد المعرفي والبعد العسكري، وقد تطرق سعادته لأهمية هذه الأبعاد التي تقوم عليها أي دولة بمختلف توجهاتها وأسلوب حكمها لشعوبها كما تختلف من دولة إلى دولة قد تزيد أو تنقص».
مشيراً إلى أن من يريد التأثير على أي دولة سوف يدخل عليها من هذه الأبعاد ونوّه حينها إلى كيفية التحرك من خلال هذه الأبعاد بقوله «لن يأتيك عدوك بسلاح، إنما الحروب والصدمات نتاج نهائي لمحاولة اختراق هذه الأبعاد التي يتحرك الإرهاب من خلالها».
وتابع اللواء موضحًا الفرق بين الجريمة الجنائية والجريمة الإرهابية، بأن الجنائية تتعلّق بالغرائز فهي محدودة الأفكار، ولكن عندما تكون القضية فكرية فإن الأفكار لا حدود لها ولا تنتهي فتكون أكثر تعقيدًا وصعوبة، وخصوصاً أن هذه القضايا الفكرية، تقوم على الأيدولوجيات التي تشوّه الحقائق أو تطمسها وتغيّرها وتصنع لها مبررات ذات احتراف عال يصل بأتباعها إلى درجة الإيمان العميق بها.
وذكر اللواء العطية أربعة مرتكزات يرتكز عليها الإرهاب أولها مراحل نموه، والثاني مراحل البناء الفكري الأيديولوجي، وبعدها يأتي البناء التنظيمي، وآخرها الموارد المالية والبشرية وفيها يبدأ التجنيد والاقتحام في الجوانب الإعلامية الداخلية والخارجية وجلب الأموال.
كما تطرق اللواء العطية إلى جهود المملكة في محاربة الإرهاب والإمكانيات الضخمة المعدة والموارد التي أنفقت من أجل استقرار الوطن.
وقال في معرض حديثه: «إننا لسنا ضد أي طرح إنساني ولكن ترك أي فكر على عواهنه يشكل أمر خطير وصد أي فكر بشكل كامل ومحاربته نقطة أخطر فالعنف لا يولّد إلا العنف، ولكن نضعه على طاولة نقاش ونفكك مفاهيمه وما يناسبنا ننساق له ونستبعد ما لا يناسبنا ، والصد والمحاربة لا تنتج إلا محاربة وصد أكبر».
وتحدث عنه الفرق بين المجرم من منطلقات غريزية كالسرقة والقتل، حيث يعي مرتكبها أنه مجرم وإن حاول التبرير بينما الإرهابي والمنتمي إلى كيان إرهابي يظن في قراره نفسه أنه ليس بمجرم وإنما صاحب قضية ومشروع وصاحب عقيدة يتقرّب بها إلى الله وهي القضية الأخطر.
ورحب اللواء عطية بتفعيل التعاون بين جامعة الأميرة نورة ووزارة الداخلية وأكد أنه أمر حيوي ومطلوب من خلال أطراف تعليمية لدى وزارة الداخلية مثل: جامعة نايف للعلوم الأمنية، وكلية نايف للأمن الوطني التي تتعاطى مع هذه الأطر ومد جسور التواصل مع المؤسسات التعليمية.