د. ناهد باشطح
فاصلة:
((هناك شيء أقوى من المصلحة: إنه الإخلاص))
-حكمة عالمية-
شخص ما صور بكاميرا المحمول مقطعاً في الشارع يرصد فيه مخالفة تضر بحياة الناس، ثم نشره في برنامج «الواتس اب» أو في «تويتر» هل يدرج سلوكه ضمن صحافة المواطن أم أنه قد شهرّ بأصحاب المخالفة ويطبق عليه نظام مكافحة الجرائم والمعلوماتية؟
أعتقد بأن من حق أفراد المجتمع أن يحصلوا على توعية ببنود هذا النظام حتى يتحرّى كل شخص الحذر قبل أن ينشر أي معلومة يمكن أن تعتبر تشهيرًا بينما هو يعتقد أنه بما نشر سيصل إلى المسؤول وتتم معاقبة المخطئ.
وإذا اعتبرنا أن هذا الشخص قد مارس العمل الصحفي تحت تصنيف «صحافة المواطن» التي لا تشترط أن يكون من نشر المعلومة ملتحقاً في العمل في أي صحيفة،
كم من المسؤولين في الوزارات ومؤسسات الدولة لدينا يعرفون ما هي صحافة المواطن؟
بل وكم من الجمهور الذين ينشرون الأخبار التي يرصدونها عبر كاميرا المحمول يعرفون أنهم يمارسون صحافة المواطن ولا يجوز لهم عدم الالتزام بقوانينها حتى في ظل غياب قانون أخلاقيات المهنة لدينا.
من حق الجماهير على المؤسسات الإعلامية التوعية بخطورة نشر المعلومات وبخطورة إلقاء التهم على الآخرين إذ أنه قانونيًا لا يصح نشر أي حكم بالفساد على أشخاص لم يحاكموا وتثبت عليهم هذه التهمة.
إشكالية ما يمارس الآن من قبل الجماهير من تصوير لمقاطع فيديو ونشرها أنهم لعدم تخصصهم لا يعرفون ما هي المعايير المهنية.
ولمزيد من الشفافية هناك بعض الصحافيين كذلك يجهلون تلك المعايير.
«جون بيرتران» أستاذ القواعد الأخلاقية في معهد الصحافة الفرنسي في جامعة باريس حدد القواعد الأخلاقية في ثلاثة عناصر أساسية:
أ. القيم الأساسية: احترام الحياة والتضامن الإنساني.
ب. محظورات أساسية: أن لا تكذب أو تسبب أذى أو تنتحل لنفسك أعمال شخص آخر.
ج. مبادئ صحفية: الدقة والنزاهة والاستقلالية.
لم تعد نشر المعلومات حصرًا على الصحافيين المواطنين فالأدعى أن يعرف الجماهير حدود نشرهم للمعلومات أيًا كانت وسائل نشرها.