محمد المنيف
يشهد الوسط التشكيلي نوعية غريبة وعجيبة، لا يعجبها العجب، ولا تحرص على الخير للجميع.. تترصد الأخطاء في أي مناسبة، وتجعل من الحبة قبة حينما تشاهد ما لا يعجبها في موضوع أو فكرة حملتها لوحة أو شكل منحوتة.. تبحث عن ما يمكن تأويله بأنه مخل بالأدب أو مخالف للتقاليد، مع أن تلك اللوحات أو المعارض قد مرّت على لجان متخصصة، تجيزها رسميًّا.
أما الأدهى والأمرّ فهو ما شمله عنوان الزاوية (ذر التراب في كوب الفن التشكيلي)، وأعني به أن البعض الآخر من هذه النوعية يسعى للتخريب وإحباط الجهود عندما تعلن جهة مسابقة لجميع التشكيليين مدعومة من إحدى المؤسسات الخاصة أو الرسمية؛ فيدلي هؤلاء بدلوهم، ويعلو صوتهم من خلال وسائل التواصل أو مداخلات تلفزيونية أو إذاعية بأن ليس من حق تلك الجهة المكلفة بالمسابقة أن تشترط شروطًا للمشاركة، ولا أن تحتكرها، مع أن المسابقة معلنة للكل. ويواصل هؤلاء البعض مشوار التعكير بالتواصل مع تلك الجهات الراغبة في تعاون المؤسسات الرسمية للفن التشكيلي مبدين اعتراضهم، وأن تلك الجهة لا تمثلهم، مع أنها جهة رسمية؛ فينتهي الأمر إلى إفشال التعاون، واعتذار تلك الجهة عن المشروع بالقول (للأسف، وجدنا وسطكم التشكيلي مليئًا بالعداوات أو المشاكل).
هؤلاء المنتقدون والساعون لذر التراب في وجبات الفن التشكيلي تبقى قدراتهم في حدود الكلام، فلا هم جلبوا للفنانين مشاريع، ولم يكونوا مشجعين وداعمين لتلك الجهود، ولا هم محايدون. وأتذكر هنا قصة لأحد الزملاء الذين كُلفوا بجمع لوحات لتجميل أحد المرافق المهمة قبل أعوام.. فقد عمل ما استطاع في جمع أكبر عدد من الفنانين، ومن كل الأجيال، وحينما علم أحد أولئك (المخربين) من أصحاب حب الذات قام بالذهاب للمسؤول عن ذلك المرفق، وقدم له ألبومات لوحاته، مع أنه من المدعوين للمشاركة العامة، دون تقدير واحترام لمن كُلف بالمهمة. وفي مناسبة أخرى عرض أحد أولئك على الجهة الراغبة في التجميل أن يقدم لها الأفضل والأقل كلفة مما قدمته الجهة المكلفة رسميًّا.. والأمثلة كثيرة.