ميسون أبو بكر
كانت رحلتنا مع سمو أمير الرياض فيصل بن بندر بن عبدالعزيز إلى عالية نجد.. الدوادمي وعفيف، الديار التي تحمل عبق ذكرى أبو البلاد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - حيث أمر ببناء قصره فيها نظراً لموقعها الذي يجعلها نقطة مرور الحجاج والمسافرين، ثم عفيف التي هبطت بها طائرته هدية الرئيس الأمريكي روزفلت له.. لملك نجد والحجاز الذي شغل العالم آنذاك.
وفي الزيارة قبل الأخيرة ضمن زيارات أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر للمناطق كانت الرحلة للمحافظتين (الدوادمي وعفيف) والتي كان لي شرف مرافقة الوفد الإعلامي المرافق له؛ استرجعت سؤال الإعلامي يوسف الغنامي في لقاء تلفزيوني سابق مع سموه: كيف يصل المواطن إلى أمير عاصمة وطنه؟ فأجاب سموه مؤكداً: أنا من سيصل إليه.
وإلى وقت كتابة هذا المقال فقد بلغت زيارات سمو الأمير إلى المواطن في المناطق ثماني عشرة منطقة، اجتمع سمو الأمير بالمسؤولين وناقش قضايا المواطن ومشاريع التنمية في كل منطقة، وجمع بين وجهات النظر المختلفة، وأصدر قرارات حاسمة وآنية، كما طلب في رحلاته للمناطق أن يجتمع بمجلس شبابها الذي تشكل بناء على طلبه إدراكاً منه بدور هؤلاء الشباب اليوم في أوطانهم، وأهمية الاستماع إليهم والنظر في مطالبهم، معطياً المثل الناجح في أهمية التواصل الحكومي مع المجتمع لمناقشة القضايا الاجتماعية والاقتصادية.
الأمير الذي ذهب بنفسه يرى ويشاهد في الواقع وليس ضمن ملفات ورقية تصله إلى الإمارة، أو ما ينقله المسؤول إليه مشافهة عن طبيعة الوضع، وذلك من وجهات مختلفة وفي مرافق عدة فقد فتح الملفات الصحية والتعليمية والخدمية وملفات النقل والرياضة والشباب وغيرها من القضايا التي وضع يده على كل صغيرة وكبيرة فيها.
الأمير الذي أدهشني والآخرين - حماه الله - بنشاطه الذي استمر في رحلة الدوادمي وعفيف إلى ست عشرة ساعة من لحظة الإقلاع (10 صباحاً) إلى لحظة هبوط الطائرة في الرياض (2 بعد منتصف الليل)، والذي أوقف موكبه في البجاديَّة مرات عدة في الطريق إلى عفيف ليحيي الشباب الذين توقفوا تحت سماء ممطرة وعلى أرض رطبة لتحيته والترحيب به.
الأمير الذي كان يدير الجلسات بحرفية ويناقش المواضيع ويختار المتداخلين ويوجه الانتقادات ويطلب من الأطراف المختلفة الإدلاء بدلوها وهو المستمع الجيد والمسؤول الذي يحسم الأمور في جلسة اجتماعه بالمجالس البلدية التي تستمر لأكثر من ساعة في كل محافظة، ولا يفوتني أن أذكر ذاكرته القوية وقوة ملاحظته لكل ما يمر به خلال رحلته.
الأمير الذي حرصت أن أكون مرآة صادقة سواء للقارئ أو للمتابعين لي عبر وسائل التواصل الذين لمست منهم في رحلتي إلى الدوادمي وعفيف حرص المواطن الحقيقي لعرض قضاياه بشفافية للمسؤول الذي أتاهم في ديارهم يتفقد الأوضاع عن قرب يسمع ويرى.
التواصل الحكومي مع المجتمع هو شراكة مجتمعية فاعلة، تعد من أهداف التنمية المستدامة التي تتطلب تضافر جهود كافة المنظمات والجهات الحكومية مع المواطن.
في رحلات سمو الأمير الثمانية عشرة أو يزيد كان الإعلام شريكاً فاعلاً ومؤثراً بكل فئاته كما عبر وسائله الإلكترونية التي يستخدمها الشباب، وهذا ظهر عبر تفاعل الشباب مع ما عرضته هذه الوسائل بل تعداها ليعرض أسئلته وقضاياه لسمو الأمير عبرها.
الشباب الذين أولاهم الأمير فيصل بن بندر الوقت والإنصات إلى مطالبهم وأوصى بتوفير مراكز للياقة البدنية والترفيه ورعاية مواهبهم وميولهم إيماناً منه بدورهم في التنمية وتحقيق رؤية البلاد.
والمرأة كان لها حضورها في هذه الجولات سواء كإعلامية أو فنانة تشكيلية أو من نساء الأسر المنتجة أو تلك التي تصنع المنتجات الحرفية التراثية استطاعت أن تقول كلمتها للعالم عبر حضورها الفاعل، كما تلك اللاتي حضرن يعرضن منتجاتهن للوفد الزائر.
الأمير الذي استحضر تاريخ جده الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - في أكثر من موقع في رحلته سواء في قصره بالدوادمي الذي كان ينزل به في طريقه للحجاز، أو في عفيف حيث هبطت أول طائرة من نوع دوجلاس دي سي 3 داكوتا في عفيف.
الأمير الذي تظهر مهارته وحنكته في اختيار فريقه بعناية ممن يمتازون بالوطنية والإخلاص والمؤهلين إدارياً وفكرياً ومنهم معالي المستشار الخاص والمشرف على مكتب سمو الأمير السحمي بن شويمي بن فويز والمهندس خالد الربيعة أمين مجلس منطقة الرياض، ومحمد القحطاني مدير الشؤون الخاصة للأمير، والأستاذ ماجد الحيزان مدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام، الشكر لإدارة المراسم وكل من ضاق المجال بذكرهم هنا.
حفظ الله بلادنا في ظل ملك البلاد سلمان بن عبدالعزيز وحفظ قادتنا وبارك في الإنسان الذي هو نبض الوطن وعماده.