عثمان أبوبكر مالي
ودع فريق الاتحاد لكرة القدم المنافسة على بطولة الدوري، عمليًا وحسابيًا وفنيًا؛ بعد خسارته المرة في الكلاسيكو أمام الهلال في الأسبوع العشرين من المسابقة، في المباراة التي انتظرها الجمهور الرياضي بكل أطيافه.
جاءت المباراة بعيدًا عن التوقع وعما تعودنا عليه (فنيًا) في مواجهات الفريقين خلال المواسم الأخيرة.
فاز الهلال واستحق النقاط الثلاث والابتعاد بصدارته بعيدًا عن كل منافسيه، وأصبح قريبًا جدًا من استعادة اللقب والفوز ببطولة الدوري عن جدارة واستحقاق، وخسر الاتحاد بعد أن أضاع مهاجموه فرص التسجيل المتاحة بعد هدف التقدم لتعميق النتيجة.
البطل (المنتظر) خسر في المواجهة بعض أخلاقيات الرياضة واللعب النظيف بالطريقة التي سجل بها هدف التعادل، الذي كان المنعطف الأهم في المباراة، وكان هدفًا غير أخلاقي وبعيد عن الروح الرياضية؛ جاء ولاعب اتحادي مرمي داخل منطقة جزاء فريقه، بعد اصطدامه في الرأس مع حارسه، وكان على لاعب الهلال ياسر الشهراني أن يتمسك بالحد الأدنى من (الروح الرياضية) فيخرج الكرة، وهو قريب من خط التماس، بدلاً من إعادتها لتكون الشرارة التي أخرجت المباراة عن مسارها وأفقدتها الروح الرياضية، وحتى مهاجم الفريق (إدواردو) كان بإمكانه أن يخرج الكرة، بدلاً من أن يضعها في المرمى هدفًا لفريقه، ويغتال الروح الرياضية، ولنا مثال في (لقطة) متداوله لمهاجم ويستهام في الدوري الإنجليزي، الذي أمسك الكرة بيديه داخل منطقة جزاء المنافس لوجود خصمه ساقطًا وخارج المنطقة، ليوقف اللعب بكل روح رياضية.
المدرج الاتحادي هو الآخر خسر بالمثل الروح الرياضية، بالخروج المشين من بعض حضوره، وتصرفاتهم الرعناء التي لا تبرر، مهما كانت الأسباب والدوافع ولا أعرف من أوصل الجمهور الاتحادي خلال السنوات الأخيرة إلى هذا المستوى من التعامل غير الرياضي، وغير الأخلاقي وهو الذي كان (سابقًا) مثالاً وقدوةّ؛ إِذ كان فريقه يخسر فيلاقيه المدرج بالوقوف والتصفيق والهتاف والدعم.
المباراة جاءت فقيرة فنيًا ودون المستوى، والسبب الأول والرئيس يعود لحكم المباراة الذي فشل في الخروج بها إلى بر الأمان؛ بقراراته العكسية وتساهله مع اللاعبين وعدم تطبيق القرارات الإدارية المستحقة وفي وقتها وعلى لاعبي الفريقين، بالرغم من أنه من الأسماء المعروفة، إلا أن قيادته للمباراة تضع ألف علامة استفهام، ومن المؤكد إذا قاد مباراة في أي مسابقة (محترمة) وكان فيها سلبيًا بالدرجة التي كان عليها ألا يعود إلى قيادة أي مباراة أخرى فيها، وطبعًا دورينا محترم وهو بلا شبهات ولذلك من المؤكد أن السويدي يوناس أريكسون وطاقمه لن نراهم في الدوري السعودي ثانية إلا إذا!
كلام مشفر
* اقترب فريق الهلال من بطولة الدوري وبنسبة 99.99 في المائة بعد ابتعاده عن النصر أقرب منافس بثماني نقاط، وهناك مباراة ستجمعه به، وبإمكانه زيادة الفارق وعلى الأقل الحفاظ عليه، الدوري للزعيم حسابيًا وعمليًا وفنيًا، فمن الجنون أن يفرط فيه ونحن في الأمتار الأخيرة، وبهذا الفريق الدسم.
* خسر الاتحاد جولة في الموسم ولم يخسر المعركة، لا تزال أمامه فرصة كبيرة للخروج ببطولة، عندما يلاقي النصر يوم الجمعة القادم في نهائي بطولة كأس سمو ولي العهد، صحيح أنه منكسر ومضغوط ومرهق ويواجه فريقًا قويًا ومستقرًا ومرتاحًا، لكن هنا تظهر القدرة الإدارية في إخراج اللاعبين مما هم فيه وتجهيزهم وتهيئتهم للمباراة، والمسؤولية تقع على المهندس حاتم باعشن وهو يملك من الخبرة والدراية ما يكفي لتحقيق المطلوب.
* استغرب تسابق بعض الاتحاديين نحو الإسقاط على بعض لاعبي الفريق والتقليل منهم بعد المباراة وتحميلهم مسؤولية الخروج عن النص (غير المقبول) وتصويره وكأنها حالة فريدة، أو أنها المرة الأولى، وهذا غير صحيح، فقد سبق أن حدث من قبل، سبق أن خرج لاعبون عن طورهم، سبق وطرد مدافعون كبار في وجود كباتنة ونجوم كبار، وما هكذا تورد الإبل.
* ما قام به مهاجم الهلال نواف العابد من تصرفات أمام مدرج الاتحاد هو استفزاز واضح، مقصود ومتعمد وسيء، لا يليق به ونجوميته ولا يناسب فريقه الكبير، وليس أسوأ مما فعله سوى محاولة التبرير له، ومقارنته بأفعال أخرى قبله، فالخطأ لا يبرر بخطأ (عيب يا نواف).
* إلقاء شرطة جدة القبض على عدد من المشجعين الذين قادوا تصرفات الشغب و(قلة الأدب) والخروج عن السلوك في المدرج الاتحادي، لا يكفي إطلاقًا، بل لا بد من معاقبتهم عقوبة مغلظة ومناسبة وعلنية، ومنعهم أيضًا من حضور المباريات، ردعًا لهم وعبرة لغيرهم، وتكون البداية العملية لمنعهم من المدرجات، فِكفاية عبث واغتيال الروح الرياضية في ملاعبنا.