فهد بن جليد
خدمة (فسح الكُتب) إلكترونياً بدءًا من اليوم ضمن معرض الرياض الدولي للكتاب مُبادرة (رائعة وذكية) تحسب لوزارة الثقافة والإعلام، لأنها ببساطة تتوافق مع فكرة نشر الثقافة ودعم المؤلف في مثل هذه المناسبة، عبر تشجيع المثقفين على التأليف والحصول على التراخيص الأولية إلكترونياً طوال أيام المعرض.
الصورة النمطية الخاطئة -في سنوات مضت- أن الدور الأبرز لوزارة الثقافة والإعلام هو حجب بعض الكتب والمؤلفات في هذه المناسبة عادة، بينما الخطوة الجديدة تعطي انطباعاً تصحيحاً ومغايراً لذلك (الاعتقاد الخاطئ)، مما يؤكد أن الوزارة تدعم النشر والتأليف أكثر مما تضع ضوابط -برأيي- أنها ضرورية لأي منتج إعلامي أو ثقافي، بل إنها تحث على التأليف عبر استقبال الطلبات إلكترونياً داخل أروقة المعرض ضمن حزمة من الخطوات التفاعلية الإلكترونية كنظام التراخيص الإعلامية، ونظام الفعاليات والمعارض الفنية، وخدمة رفع المخالفات الإعلامية، فما أجمل أن يتحول معرض الكتاب إلى منصة ثقافية تفاعلية حقيقية بمثل هذه الخطوات الإبداعية.
هنا لا أريد أن نتحدث عن خدمة الناشر أو المؤلف المحترف فحسب، بل يجب أن يتسع طموحنا ليشمل المؤلف المبتدئ وصاحب الفكر الشاب، عبر الأخذ بيده في أول الطريق للاستفادة من الورش المنعقدة أثناء المعرض والاحتكاك بمن سبقه لهذا المضمار.
التشجيع على التأليف وتسهيل طريق الترخيص لنشر الكتاب المطبوع، أمر في غاية الأهمية لحفظ الثقافة وتأصيلها في عصر التقنية والنشر الإلكتروني المعلّب والسريع -حتى لو تم نشر هذه المؤلفات إلكترونياً فقط- فإن أخطر مهددات ثقافة المجتمعات هي الاعتماد على المعلومة الإلكترونية السريعة، المبتورة، غير المبوبة أو المفهرسة، التي لم تخضع للبحث والتمحيص حتى تصبح ذات قيمة ثقافية أو معرفية تستحق النشر والتداول.
معرض الرياض الدولي للرياض 2017م أظهر نفسه بحلّة مختلفة وشابة -حتى قبل أن ينطلق- وهو يعد زواره بالشعور بهويته البصرية الجديدة (الكتاب.. رؤية وتحول) التي سترافقهم منذ دخولهم بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030م، حتى أننا سمعنا لأول مرة في معرض الكتاب عن المبادرات الشبابية والاستثمار والتسويق..
نجاح الشباب السعودي في إدارة معرض الكتاب بهذه الطريقة الاحترافية، سيُحدث فارقاً لجعلنا على أعتاب مرحلة جديدة من الثقافة والنشر في عصر التقنية.
وعلى دروب الخير نلتقي.