«الجزيرة» - محمد المرزوقي:
تنطلق مساء اليوم في مركز المعارض والمؤتمرات، معرض الرياض الدولي للكتاب 2017م حيث يحمل المعرض في هذه الدورة هوية (الكتاب.. رؤية وتحول) فيما تأتي هويته «البصرية» مجسدة لرؤية المملكة 2030م، التي ستترجم عبر أسلوب تصاميم الممرات والأجنحة والبوابات والشعار الرئيس للمعرض، لتتكامل صورة المعرض في تشكيل المكون الثقافي للمعرض الذي تلتقي في إخراجه كافة التفاصيل والبرامج المصاحبة إلى جانب ما يتضمنه المعرض في هذه الدورة من مبادرات وتجارب شبابية وغيرها، تشكل في مجملها الصورة الثقافية والحضارية تعكس مكانة المملكة الثقافية، وصورتها الحضارية عبر هذا المحفل الوطني والعربي، إِذ يعد معرض الرياض أحد أبرز التظاهرات الثقافية في المملكة، وأحد أبرز وأهم معارض الكتب بين دول الخليج ومعارض الوطن العربي، ما يجعل من كتاب الرياض محفلاً وطنيًا يقدّم الجانب الثقافي بوصفه أحد المكونات الرئيسة لرؤية المملكة، ما جعل من وزارة الثقافة والإعلام على تجسيد هذه الرؤية، من خلال مختلف المكونات والنشاطات التي سيقدمها المعرض من خلال الأجنحة والأركان والممرات إلى جانب مسميات للبوابات الرئيسة، إضافة إلى البرامج الثقافية التي سوف تتناول في محاورها وندواتها جوانب عدة عن رؤية المملكة، وما يجسد مكانة المملكة ثقافيًا وحضاريًا على المستوى العربي، ويعكس صورة ثقافتها من خلال الكتاب عالميًا.
كما يشهد حفل الافتتاح تكريم الفائزين بجائزة الوزارة للكتاب، الذين فازوا بالجائزة في فروعها الستة، ففي فرع الفكر والفلسفة، فاز زكي الميلاد بالجائزة عن هذا الفرع، عن كتابه «عصر النهضة: كيف انبثق؟ ولماذا أخفق؟» الصادر عن النادي الأدبي بالرياض والمركز الثقافي العربي، فيما فاز في فرع العلوم الصحية الدكتور خالد بن علي الربيعان عن كتاب «توارث السكري» الصادر عن دار جامعة الملك سعود للنشر، فيما حصد جائزة فرع الرواية المؤلف جبير المليحان عن رواية «أبناء الأدهم» الصادرة عن دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع، وفاز في فرع الشعر فاز الشاعر علي الدميني عن ديوانه «خرز الوقت» الصادر عن دار الانتشار العربي، فيما فاز (مناصفة) في فرعي المسرح صالح زمانان عن مسرحية «فزاعات نيئة»، الصادرة عن دار طوى للثقافة والنشر والإعلام، وعبدالعزيز الصقعبي عن مسرحية «القرية تخلع عباءتها» الصادرة عن نادي تبوك الأدبي ودار الانتشار العربي، وفاز (مناصفة) في فرع الدراسات الأدبية والنقدية عبدالله بن سليم الرشيد عن مؤلفه «الحدقة والأفق: دراسات في النثر تليدة وطريفة» الصادرة عن نادي مكة الأدبي ودار الانتشار العربي، وفضل بن عمار العماري عن دراسة «إيقاع الشعر العربي في ضوء نظرية العياشي» الصادرة عن دار جامعة الملك سعود للنشر؛ فيما يشهد حفل الافتتاح - أيضًا - تكريم (رموز التحقيق العلمي في المملكة العربية السعودية) وهم كل من: الدكتور أحمد بن محمد الضبيب، ناصر بن سعود السلامة، سعد بن عبدالله آل حميد، الدكتور عبدالله عبدالرحيم عسيلان، الدكتور عمر بن عرامة العمروي، الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل، الدكتور عبدالعزيز بن ناصر المانع، د. حمد بن ناصر الدخيل، الذين اختارهم المعرض للتكريم في هذه الدورة، إِذ درج المعرض على تكريم المثقفين والأدباء والمؤرخين والرواد في مختلف مجالات المعرفة.
أما ضيف الشرف لهذه الدورة فتحل جمهورية (ماليزيا) ضيفًا مشاركًا في فعالات المعرض، حيث ستقدم فعاليات ثقافية مختلفة، ومجموعة من العروض بشكل يومي داخل المعرض، تبرز من خلالها الجانب الثقافي الماليزي، التي تأتي إلى جانب عرض تجربتها الثقافية الحضارية من خلال الجناح المخصص لها، إضافة إلى تقديم فعاليات ثقافية على مسرح المركز، إلى جانب ما سيجده زوار المعرض من التنظيمات والتطبيقات الجديدة التي يأتي في مقدمتها (الطابعة الفورية للكتب)؛ إِذ إنه يمكن عن طريق هذه الخدمة الإتاحة للمؤلفين طباعة عدد من النسخ لمؤلفاتهم بشكل فوري بعد حصولهم على التصاريح اللازمة لذلك، حيث ستكون هذه الخدمة متاحة لهم من داخل المعرض بشكل إلكتروني، مشيرًا في هذا الجانب إلى توفير (خدمة البيع الإلكتروني) وذلك من خلال شركة متخصصة في هذا الجانب تم التعاقد معها لتنفيذ هذه الخدمة، إلى جانب ما سعت إليه وزارة الثقافة والإعلام خلال هذه الدورة من تطبيق (نظام الباركود) وذلك بهدف التعرف على حركة الكتب داخل المعرض ومخزونها، ما يمكّن الزائر من طلب ما يبحث عنه من كتب (إلكترونيًا)؛ التي يتم إيصالها إليه في مختلف مناطق المملكة، وذلك من خلال «المتجر الإلكتروني» الذي سيمكن زوار موقع المعرض من التعرف على الكتب المتوافرة في المعرض، ومن ثم شراؤها، عبر عدة خيارات متاحة، ومن ثم إيصالها إلى مقتنيها داخل المملكة وخارجها، فيما يتوقع أن تشهد (منصات) التوقيع تدشين أكثر من (200) إصدار في مختلف المجالات المعرفية.
ويعد «لطفل» بصورة خاصة؛ أحد مرتكزات هذا المحفل الوطني، وذلك من خلال تخصيص عدد من الأنشطة والفعاليات التي تُعنَى بالطفل وبكافة أفراد العائلة، التي سيتم تقديمها لهم عبر (جناح الطفل)، إلى جانب ما سيتم عرضه من مسرحيات للأطفال التي تستهدف عديدًا من القيم التربوية والثقافية إلى جانب تعزيز الجوانب التربوية التي يأتي في مقدمتها الاعتناء بغرس ثقافة (القراءة) لدى الناشئة من خلال ورش العمل المصاحبة التي يقدمها «ركن الطفل» وذلك عبر ما يقدمه من أساليب مشوقة لتحقيق هذه الأهداف المنشودة من هذا الركن الحيوي لأهم شريحة اجتماعية، إلى جانب ما خصصته إدارة المعرض هذا العام من مواقع وأركان تتوافر فيها أماكن للجلوس وخدمات تقديم المشروبات الساخنة والوجبات الخفيفة، إضافة إلى تنفيذ تجربة للمرة الأولى في طريقة تقديم هذه الخدمات، وذلك من خلال تخصيص أماكن عربات الطعام المتنقلة، وذلك في سبيل اهتمام الوزارة المتواصل بالخدمات المساندة، التي تقدم لمختلف شرائح زوار المعرض.
وقد تم تخصيص المواقف الخارجية في هذه الدورة لزوار المعرض دون الحاجة إلى النقل (الترددي) إِذ قامت وزارة الثقافة في التعامل مع الكثافة المتوقعة لزوار المعرض في هذه الدورة، إِذ من المتوقع أن يتجاوز عدد الزوار أكثر من (800000) زائر، ما جعل من وزارة الثقافة تشرع في استعدادات مبكرة مع مختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة، وذلك لحل كافة الصعوبات خارج صالات المركز التي يعد أبرزها تنظيم الحركة المرورية، بالتنسيق مع إدارة مرور الرياض بهدف وضع وخطة للتعامل مع كثافة لحركة المرورية، إلى جانب ما ستفعله إدارة المعرض من «حساب» على المنصات الإعلامية، للتعريف بالحركة المرورية من خلال متابعة حسابات المعرض على شبكات التواصل الاجتماعي.
** ** **
فائزون بجائزة «الثقافة» لـ(الجزيرة):
الدميني: قيمة الجائزة بقامة الوطن!
استهل الناقد والشاعر الدكتور علي الدميني حديثه بمناسبة فوز ديوانه الشعري «خرز الوقت» بجائزة وزارة الثقافة والإعلام، في دورته لهذا العام 2017م بقوله:
شفتان للمعنى
و للمعنى معان عدة
و لي احتمالي.
واضاف الدميني: ها أنا أقود قطار «خرز الوقت» إلى أعالي السنين محتفيا معه بـ»جائزة الشعر»، ولعل الأجمل في دلالة الفوز أن يعبر عن احتفاظ الشعر بحضوره في أزمنة القحط و النسيان.
و حين تكون منصات الاحتفاء بالإبداع المتميز مشرعة في أماكن كثيرة.. فإن ابتهاج الشاعر بنيل جائزته من أحد أبرز مواقع الثقافة في وطنه سيكون أعمق تأثيرا و تحفيزا على مزيد من العطاء و التألق.
شكرا للقائمين على هذا المهرجان و شكرا للأصدقاء الذين شاركوني هذه اللحظة الخاصة في حياتي الثقافية.
* *
الصقعبي: الجوائز تزيد من المقروئية
«الجزيرة» - محمد المرزوقي:
الزميل القاص والروائي عبدالعزيز الصقعبي، الفائز (مناصفة) بجائزة وزارة الثقافة والإعلام في فرع المسرح، وصف فوزه قائلاً: من المبهج أن يحقق مؤلَّف، كتبته وجمعته بين دفتي كتاب، جائزة؛ لذا لا يمكن أن أعبّر عن سعادتي بنيل كتابي «القرية تخلع عباءتها» هذه الجائزة، وحصولي عليها. أعتقد أنها ثمرة جهد طويل وممارسة في كتابة النصوص المسرحية، إضافة إلى القصة والرواية.. فالجميل في هذه الجائزة هو تسليط الضوء على مجال كتابة النصوص المسرحية؛ إذ إن توجُّه أغلب الكتاب لكتابة القصص القصيرة والروايات.
وأضاف الصقعبي: كتابة النص المسرحي تحتاج لممارسة خاصة، وخبرة في العرض المسرحي. والكتاب الفائز يشتمل على ثلاث مسرحيات، إضافة إلى مسرحية «القرية تخلع عباءتها»، وهي التي تحمل عنوان الكتاب، وهي مسرحية من فصل واحد. ويوجد أيضًا مسرحية «أصدقاء ولكن»، وهي مسرحية وطنية من فصل واحد أيضًا، ومسرحية «العرسان الثلاثة» وهذه من سبعة مشاهد، وجميعها متعددة الشخصيات، وهي تجربة موازية لكتابة مسرحية الممثل الواحد. والمسرحيات الثلاث لم تُنفَّذ بعد على خشبة المسرح.
مختتمًا حديثه بقوله: حقيقة، إن حصول أي كتاب على جائزة يحقق مزيدًا من المقروئية، وهذا ما نلاحظه عند إعلان الروايات في قوائم البوكر وغيرها. أتمني أن تصل أعمالي المسرحية ليد القارئ، ويجد فيها ما يمتع ويفيد.
* *
الرشيد: أتمنى التوسع في الجائزة
الناقد والشاعر الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد، الفائز بجائزة وزارة الثقافة والإعلام، في هذه الدورة (مناصفة) عن كتابه:»الحدقة والأفق: دراسات في النثر تليدة وطريفة» عبّر عن هذه المناسبة قائلا: اكتسبت جائزة وزارة الثقافة والإعلام سمعة حسنة وصيتًا جميلا ومكّنت لنفسها في المشهد الثقافي بما صار معروفًا عن اعتمادها على التحكيم العلمي والنقدي الصارم، وحيادها وموضوعيتها.
وأضاف الرشيد: ثم إنها - وهذا من خير ما توصف به- صارت صدى مطربًا لاهتمام الدولة - وفقها الله - بتشجيع التأليف ودفع حركة الثقافة والنشر، والعناية بالعلماء والمفكرين والأدباء.. ولعلها بذلك قد ملأت الفراغ الذي تركه غياب جائزة الدولة التقديرية؛ مختتما الرشيد حديثه بقوله: الذي أطمع فيه هو أن تستمر هذه الجائزة عامًا بعد عام، وأن تتوسع في فروعها، وقد أعجبني أن يكون من الفروع أو المجالات مجال التأليف الصحي، ففي هذا إيماء إلى أهمية التأليف والنشر في كل فروع المعرفة.