«تفرغوا للعب واتركوا الحكم لنا» هذا ما كان يقوله رئيس نادٍ قبل المباريات الكبيرة لفريقه ورئيس آخر قال ذات يوم: «خدروا الخصم وهاجموا الحكم لتساعدونا على الفوز» هكذا كانت مسابقاتنا الهجوم على التحكيم والحكام جزءًا من التكتيك قبل المباريات وكان هنالك أندية متخصصة ومتفوقة في هذا الجانب وكسبت كثيرًا عن طريقه، فرئيس لجنة الحكام السابق اعترف تلفزيونيًا بهزيمة فريق في ديربي مرتين بإغفال ركلة جزاء وإلغاء هدف صحيح في مباراة أخرى ورئيس لجنة سبقه اعترف ببلنتي لم يحتسبه كان رئيسه وقتها يهاجم كل من قال: إنه ضربة جزاء في لقاء الديربي أيضًا وكثيرة هي المباريات التي أديرت على هذا النحو وكان يمكن أن يستمر هذا العتب لولا القرار التاريخي بالاستعانة بالحكام الأجانب الذين وضعوا حدًا للعبث وأنهوا تكتيكات الفهلوة واعلام الجهل والتضليل وكان القرار الأكثر أهمية هو رفع عدد الحكام الأجانب هذا الموسم لثمانية طواقم بدلاً من ثلاثة، فما يحدث من المحليين مفجع والناس لا تريد إلا العدل ليفوز الأجدر والأفضل وليس الأعلى صوتًا والأكثر ضجيجًا.
يوم أول أمس في لقاء الكلاسيكو عليك أن تتخيل أن الحكم محليًا وهو ما طالب به المهندس حاتم باعشن كثيرًا كيف سيسيطر على المباراة؟ وكيف سيتعامل مع أحداثها؟ فإذا كان الحكم السويدي جوناس اريكسون لقي صعوبة في السيطرة على انفلات كثير من اللاعبين أثناء اللقاء فكيف بحكام «سددوا وقاربوا» وإذا كان رجلاً عاقلاً كحاتم باعشن يتحدث أن لاعبًا أفسد اللقاء وهو فرح بعد الضرب ورمي القوارير والأحذية أعزكم الله ومع نهاية اللقاء وليس له تأثير في كل ما حدث من تهور سبب الشحن الزائد وغير المدروس فكيف بجمهور يفترض أن يقاد ولا يقود نؤكد مرة أخرى أن الحكم الأجنبي كان من أفضل القرارات في تاريخ المنافسات السعودية وأن وجوده واستمراره ضروري ليفوز من يستحق.