خالد بن حمد المالك
في زيارته لمجلس النواب الإندونيسي، قال خادم الحرمين الشريفين في كلمة تاريخية استمع إليها حشد من النواب ورئيس المجلس سيتياذو فانتو وكبار المسؤولين في المجلس، بأن التحديات التي تواجه أمتنا الإسلامية خاصة، والعالم عامة، وفي مقدمتها ظاهرة التطرف والإرهاب، وصدام الثقافات، وعدم احترام سيادة الدول، والتدخل في شؤونها الداخلية، تستدعي أن نقف صفاً واحداً في مواجهة هذه التحديات، وأن تنسق المواقف والجهود، بما يخدم مصالحنا المشتركة، والأمن والسلم الدوليين، وأشاد في كلمته هذه بدور مجلس النواب الإندونيسي في تعزيز العلاقات بين بلدينا، وبما تم توقيعه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين، وكان قد سجل في سجل الزيارات كلمة تمنى فيها أن يسهم المجلس في تعزيز العلاقات بين بلدينا، وأن يزيد من التضامن الإسلامي، ويسهم في تحقيق الاستقرار والسلام العالمي.
* *
بينما قال رئيس مجلس النواب الإندونيسي في كلمة له خلال زيارة الملك سلمان للمجلس، بأن إندونيسيا تعد هذه الزيارة تاريخية، وأنها تأتي لتوثيق العلاقات والأخوة بين البلدين والشعبين، كما أشاد برؤية المملكة 2030 وأهدافها المستقبلية، مشيراً إلى التحديات التي تواجه العالم، وأهمية التعاون لتحقيق الأمن والسلام، وهي نفس الآراء والانطباع والتفاعل التي صاحبت الزيارة الملكية لإندونيسيا لدى جميع المسؤولين، كما رأوا في زيارة الملك فاتحة لمزيد من التعاون المستقبلي بين البلدين، ومؤشراً للمصالح التي تسعى الدولتان لتحقيقها، ضمن أهداف الشراكات والتكامل اقتصادياً وأمنياً وسياسياً.
* *
ولم يشأ ضيف إندونيسيا الكبير أن يخلو تواجده في إندونيسيا دون زيارة لمسجد الاستقلال الذي يعد من أبرز المعالم الإسلامية في إندونيسيا - بحسب وصف وكالة الأنباء السعودية -، فقد كان الرئيس الإندونيسي على رأس مستقبليه، مع عدد من الوزراء، وإمام وخطيب مسجد الاستقلال، حيث استمع إلى إيجاز من تاريخ تأسيس المسجد، ومراحل إنشائه، ودوره في تحفيظ القرآن الكريم، ونشر العلم وذلك بعد أن أدى ركعتي السنة، وقدم الملك هدية تذكارية للمسجد عبارة عن حزام الكعبة المشرفة، منهياً الزيارة بكلمة له في سجل الزيارات، تضمنت سعادته بزيارة بيت من بيوت الله، الذي يعد معلماً إسلامياً، ومركز إشعاع في جنوب شرق آسيا، لما يقدمه من دور في تحفيظ القرآن الكريم، ونشر الثقافة الإسلامية.
* *
وفي قصر (مردكا) الرئاسي بالعاصمة جاكرتا، التقى خادم الحرمين الشريفين، وبحضور رئيس جمهورية إندونيسيا أبرز الشخصيات الإسلامية، وفي بداية اللقاء عبر الرئيس الإندونيسي عن اعتزازه وسعادته بلقاء خادم الحرمين الشريفين مع عدد من الشخصيات الإسلامية في بلاده، وفخره بجهود الملك سلمان في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين، بينما قال خادم الحرمين الشريفين بأنه يقدر جهودهم بإندونيسيا في خدمة الإسلام والمسلمين، وأن ما يربط المملكة وإندونيسيا من روابط أهمها رابطة العقيدة الواحدة، مذكراً الحضور بأن هناك حملات تسعى للنيل من قيمة الوسطية وسماحة الإسلام، وأن المملكة تتشرف بخدمة الحرمين الشريفين، وتقديم كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين، كما تحدث عدد من الشخصيات الإندونيسية التي حضرت اللقاء مشيدين جميعاً بجهوده واهتمامه بخدمة الإسلام والأمة الإسلامية.
* *
ومثلما عبر الشعب الإندونيسي عن فرحه الغامر بالزيارة الملكية لبلاده، فقد كان الصوت والرأي والانطباع إيجابياً وموحداً لدى المسؤولين في الدولة، فهذا رئيس مجلس الشورى الإندونيسي ذو الكفل حسين، إثر لقائه بوزير الثقافة والإعلام السعودي عادل الطريفي، يشيد بالزيارة التاريخية للملك سلمان، ويقول بأن الاستقبال الشعبي والرسمي لخادم الحرمين الشريفين يعكس القواسم المشتركة التي تجمع البلدين الشقيقين على المستوى الديني والثقافي، مؤكداً على بذل الجهد لتعزيز التقارب بين الدولتين في شتى المجالات.
- يتبع -