سنغافورة - د ب أ:
تقع العديد من حوادث السيارات لأسباب قد تتعلق بإغفال سائق لسيارة مجاورة، يرجح باحثون أن لون السيارة قد يلعب دورا حاسما في مخاطر الحوادث؟ لكن لا يتفق كافة خبراء حوادث السير في هذا الأمر. ففي دراسة أجراها باحثون في سنغافورة ونشرت نتائجها في دورية «بروسيدينجز» التابعة للأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم تبين أن سيارات الأجرة الصفراء أقل تعرضا لحوادث السير من السيارات الزرقاء. ويرى الباحثون أن زهاء اللون الأصفر يلفت النظر بصورة أفضل، ما يجعل تمييز سيارات الأجرة في الطرقات أفضل. وذكر الباحثون أنه إذا تم مراعاة اللون في وسائل النقل العام فإن ذلك سيؤدي إلى إنقاذ الكثير من الأرواح وتوفير الكثير من الأموال.
وفي الدراسة التي أجريت في سنغافورة قيم تيك-هوا هو، نائب رئيس الجامعة الوطنية لسنغافورة مع معاونيه إحصائيات حوادث السير لإحدى شركات سيارات الأجرة، وتزيد السيارات الزرقاء في الشركة بمقدار ثلاث مرات عن السيارات الصفراء.
وأوضح الباحثون أن وضوح رؤية السيارات الصفراء بصورة أفضل من مثيلاتها الزرقاء أدى إلى تمكن السائقين المجاورين من رؤية السيارات الصفراء بصورة أفضل وتجنب وقوع حوادث على نحو أسهل. وأشار الباحثون إلى أن حوادث التصادم البسيطة للسيارات الصفراء في الوضع الأمامي كانت أندر مقارنة بمثيلاتها الزرقاء. وكتب الباحثون في مقالهم بالدورية أن اللون الأصفر من الألوان المفضلة لسيارات الأجرة منذ عام 1907، حيث أظهرت دراسة في شيكاغو في ذلك الحين أن الأصفر هو أكثر الألوان لفتا للانتباه. وكانت أغلب سيارات الأجرة آنذاك مطلية باللون الأسود.
وأضاف الباحثون أنه إذا تم اليوم إعادة طلاء باقي سيارات الأجرة باللون الأصفر فإن ذلك سيقلل من عدد الحوادث بصورة كبيرة. وفي المقابل، يتشكك خبراء ألمان في حوادث السير في العلاقة بين لون السيارة وكثرة الحوادث، حيث لا يعتقد زيجفريد بروكمان، مدير قسم أبحاث الحوادث لاتحاد شركات التأمين الألماني، أن هناك رابطا متينا بين لون السيارة وكثرة حوادث السير. وتوصلت دراسات علمية أخرى في هذا المجال إلى نتائج مختلفة، فبينما يرى علماء إسبان أن السيارات البيضاء، أي السيارات زاهية اللون، أكثر أمانا من مثيلاتها ذات الألوان غير الزاهية، وجد باحثون نيوزيلنديون أن السيارات الفضية أقل عرضة للحوادث الخطيرة من مثيلاتها البيضاء.
وتبين في الدراسة النيوزيلندية أن السيارات البنية هي الأكثر خطرا. ويرى خبير حوادث السير في شركة «ديكرا» الألمانية المعنية بفحص المركبات، فالتر نيفونر، أن التحديد العام لـ «لون سيارة آمن» أمر شائك.