د. صالح بكر الطيار
إيجابيات متعددة وتفاصيل تنمية كبرى عكستها زيارة خادم الحرمين الشريفين لدول آسيا، والتي تعد الزيارة الأهم والأكثر نتاجاً، مقارنة بما تحمله في طياتها وتفاصيلها من مستقبل طموح للوطن في كل مناحي الحياة.
يمتلك الملك سلمان حكمة وعمق قيادي، فقد كان طيلة العهود السابقة عونا لإخوانه الملوك من قبله ورقما ثابتا في السياسة الخارجية، وفي التنمية الداخلية وعندما تسلم مقاليد الحكم رأينا بوادر هذه الخبرة والحنكة تنطق في أرض الواقع بهيكلة مؤسسات الدولة ونماء الوطن وبث العطاء في كل مفاصل الدولة.
وها هي الزيارة تعكس ارتباط السياسة الخارجية بالشأن الداخلي وبمنظومة الغد المشرق من خلال تشكيل علاقات متينة وقوية ومتصاعدة النمو مع حلفاء استراتيجيين عندما اختار دول آسيا العملاقة في الصناعة والاستثمار والتجارة والأبعاد التاريخية والتاريخ الإسلامي.
وقد شاهدنا عشرات الاتفاقيات الجبارة التي كانت وليدة الساعات الأولى من الزيارات مما يعكس صدى السياسة الخارجية الثابتة والقوية للمملكة العربية السعودية في كل اتجاهات العالم والشعبية الجارفة التي وجدها الملك سلمان من الشعوب الصديقة في آسيا مما ينبئ بإيجابيات حافلة بالابداع، وقد لامس كل المراقبين تلك النتائج في وقت باكر ووجيز.
لقد اعتمدت الحكمة لدى الملك سلمان على ربط مقومات الوطن والتحديات مع أمنيات المواطن فهو الحريص على معرفة أدق التفاصيل في حياة الناس وفي متطلباتهم، لذا كانت السياسة الخارجية منهجا قويا يصنع الأمن داخليا ويفتح مجالات من النماء للمواطن في حاضره ومستقبله، ويعيد صياغة المتطلبات وفق المرحلة وما تتطلبه من تطوير وابتكار وتجديد يلامس احتياجات الأجيال القادمة.
إن وجود هذه الاتفاقيات الكبرى في المجال الاستثماري والأمني والاقتصادي والمحادثات الثنائية بين الجانبين على مستوى الوزراء في عدة مجالات لهو موعد فجر جديد سينعكس ضياؤه على تحقيق رؤية المملكة2030 والتي تركز وتستند على وضع المملكة وخطواتها كنموذج عالمي وهو ما تخطط له القيادة الرشيدة.
لقد أظهرت الاستراتيجية السعودية في التعامل مع كل الملفات التي تخص الدول الاخرى موقفها الثابت الذي يعتمد على السلام مع الجميع والدفاع عن مقدرات الوطن وفق اتزان مستمر من السياسة السعودية عبر العصور مما جعل للمملكة اسمها وموقعها ومكانتها في قلوب الشعوب والحكومات.
لذا يحق لنا الافتخار بكل ما حملته هذه الزيارة التي لا تزال أصداؤها الطيبة تتردد في وطني الحبيب وفي الاوطان التي شهدت هذه الزيارة الميمونة، وفي كل أرجاء العالم الذي يرى مظهرا من الاستراتيجية والتخطيط السياسي المميز ويشاهد مثالا حيا على قيادة حكيمة تقوم بجهود مباركة لخدمة الوطن وخدمة قضايا الامتين العربية والاسلامية، وتقف في نفس المسافة من كل القضايا بتروِّ، بل وتساهم في حل كل ما من شأنه إحلال السلام العادل لكل شعوب الأرض.
انها استراتيجية العطاء التي وعد بها الملك سلمان وطنه ومواطنيه فهنيئا لنا بكل هذه البشائر من الخير والعطايا وأدام الله على وطننا وشعبنا نعمة الأمن والاستقرار نحو مستقبل مجيد يحقق الاهداف ويرسم الامنيات بكل فخر واعتزاز.