المجمعة - فهد الفهد:
تجاوزت الأخطاء التي وقع فيها بعض حكام الجولة العشرين من دوري جميل مرحلة الأخطاء التقديرية التي عادة ما يعزو المسئولون عن الحكام وبعض المحللين الفضائيين أخطاء الحكام التي يدور حولها الجدل في بعض المباريات لهذه المقولة، حيث سرعان ما يبرر هؤلاء أخطاء الحكام بالتقدير الذي أصبح كبحر (الرجز) في العروض يطرقه معظم الشعراء (لسهولة الحمل عليه) بل إنه الحجة الدامغة التي يتحجج بها هذا المسئول أو ذاك المحلل التحكيمي عند مناقشته عن خطأ أي حكم ومع الأسف الشديد نتوقف عند هذا التعليل.
أقول: إن ما شاهدناه من أخطاء في بعض مباريات تلك الجولة لا يدخل في منظومة الأخطاء التقديرية بل إنه - في اعتقادي - عدم قدرة هؤلاء الحكام رغم أنهم يحملون الشارة الدولية؟!.. وإلا بماذا نفسر الأخطاء الجسيمة التي يندى لها الجبين التي وقع فيها الحكم الدولي - حديثا - عبد الرحمن السلطان في مباراة الاتفاق والرائد عندما أغفل ركلة جزاء للاتفاق واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار واحتسب ركلة جزاء للرائد اتفق جميع المحللين على عدم صحتها- وهذا لا يقلل من فوز رائد التحدي - وكذلك أخطاء الحكم الدولي - صاحب الخبرة - تركي الخضير في مباراة النصر والفيصلي عندما نحر الفيصلي من الوريد إلى الوريد وذلك من خلال عدم احتسابه لركلتي جزاء لا يختلف اثنان على صحتهما لوضوحهما حتى لضعيف النظر؟!!
وقد حرم الخضير الفيصلي من حق مشروع خصوصا وإن الفيصلي في أمس الحاجة لنقاط المباراة الثلاث لكونه أحد الفرق التي تصارع من أجل البقاء لكنه حرم مع الأسف الشديد من نقطتين بدون وجه حق وذهبت تحت بند تقدير حكم.
هنا لا أعلم إلى متى تقع هذه الأخطاء المؤثرة على بعض الفرق التي تكلف بعضها إما بطولة دوري أو هبوطا للدرجة الأدنى ويكتفي بإيقاف الحكم - طبعا سرا - ثم يعود بنفس أسلوبه السابق والشواهد على ذلك كثيرة.. فكم مرة تم إيقاف السلطان والخضير ومع ذلك ما زالا على أخطائهما مستمرين ولسان حالهما يقول تعاقب أو ما تعاقب هذا هو حالي؟!!
ومن هنا فإنني آمل من اتحاد كرة القدم أن يعمل جاهدا على التخلص من هؤلاء الحكام الذين لم يعد العلاج مفيدا معهم والاهتمام بالحكام الجدد كحل قصير المدى يوازيه العمل على إظهار حكام من صغار السن كما هو الحال في بعض الدول الخليجية، ولا أرى إن هناك ما يمنع من الاستفادة من تجربة الأشقاء في هذا المضمار لان العلة في اعتقادي ليست في رئيس لجنة فحسب، بل في البرامج والحوافز المادية التي يتم تأمينها للجنة ناهيك عما لدى رئيس هذه اللجنة من أفكار لحل هذه المعضلة في كرتنا وحبذا لو أسند الاتحاد الذي يعتزم بعد نهاية الموسم الرياضي الحالي إعادة تشكيل هذه اللجنة رئاستها إلى شخص لم يمارس التحكيم لعل وعسى أن يساهم ذلك في إيجاد حلول لمشكلة التحكيم لدينا.. والله من وراء القصد.