سلطان المهوس
قلت للشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم: ما الذي جعلك تتحمس لإنشاء مؤسسة الحلم الآسيوي للمسؤولية الاجتنماعية بدلاً من كونها أحد أعمال لجنة المسؤولية الاجتماعية؟
تنهد واعتدل بجلسته ونحن نجلس سوياً بالطابق الثلاثين بفندق جراند حياة وقال: يا سلطان أنا أزور دول كثيرة بحكم منصبي وقد رأيت معاناة الفقراء والدول التي تُصاب بالكوارث وقلة التعليم وانتشار الأمراض ولا بد أن يكون لنا بالاتحاد موقفاً إيجابياً تجاه الإسهام برفع مثل تلك الآلام التي تصيب مجتمعات بالدول الأعضاء ولن نقف فقط لنلعب كرة قدم، بل لنستغل كرة القدم لمساعدة الناس .
إحساس «سلمان» بأهمية الجوانب الإنسانية بقلبه وروحه لم ينسه عصا القانون والقوة عندما وقف الاتحاد الآسيوي أمام بطل النسخة الماضية (2016) لدوري أبطال آسيا «تشونبوك هيونداي موتورز الكوري الجنوبي» وطرده من المشاركة بالنسخة الحالية لتجاوزه الأنظمة بدوري بلاده وبرغم استئناف الفريق الكوري أمام القرار لدى الفيفا إلا أن الأخير أيد قرار الآسيوي بشدة..!!
ستة أنظمة ومشاريع وبرامج وشراكات حول «النزاهة» الكروية تم إدراجها الآن آسيوياً لتكون أساساً للعبة وضامنا لنظافتها والأكيد أن الأمر لن ينجح عندما لا تتفاعل الاتحادات المحلية مع الأمر بالتطبيق الأمثل لكل الأنظمة وعدم تجاوزها ..
أجد كمتابع للشأن الآسيوي أن الأمور تسير بشكل أقوى وأفضل رغم كل التحديات فيكفي أن شخصية «نزيهة» ومحترمة وشفافة مثل الشيخ سلمان تقف الآن على هرم آسيا الكروي بعد أن كاد هذا الجسد أن يموت مع الصيني جي لونج خلال المرحلة الانتقالية التي أعقبت ابتعاد محمد بن همام الرجل الذي لن تنساه آسيا بشكل أكيد ..
أعطى «سلمان» كل ما عنده ليؤسس للنزاهة فلم يلتفت لتحديات الإيرانيين أو الكوريين وكذلك قلق اليابانيين ولم يجامل الإماراتيين ولا السعوديين ولذلك فالثقة الآن أكبر وأجمل مما يتصوره أي متابع كان يرسم صورة قاتمة عن «الآسيوي» ..
في اتحادنا المحلي نحتاج إلى أنظمة نزاهة صارمة على الجميع وكم أتمنى أن يبادر اتحاد الكرة لتوقيع مذكرة تفاهم أو شراكة حقيقية مع الآسيوي والمركز الدولي للأمن الرياضي حتى يمكن أن تكتمل أضلاع التطوير بشكل أكثر عدالة وأمناً وثقة..
اتحادنا يمضي «عصر ذهبي جديد» وما يحتاجه اليوم هو أن نثق برجالاته ونوقف أبواق التشكيك والانتقائية وما يحتاجونه كاتحاد مزيدًا من النزاهة والشفافية فالمشوار طويل والمواقف صعبة والأحداث لا تنتهي ..
افعلوها ولن تندموا ..
قبل الطبع:
«الخجول يخاف أمام الخطر، الجبان في وسط الخطر والشجاع بعد الخطر»
مثل ألماني