هاني سالم مسهور
الزميل محمد العرب في صعدة، في معقل الحوثيين، هذه حقيقة بالصوت والصورة، هذا هو المشهد كاملاً مُتجرداً، ما يقدمه الزميل محمد العرب يفوق ما تصنعه عشرات الساعات من التقارير الإخبارية، عن الآلاف من الكلمات التي تصنع مقالات تهدف إلى وضع المتابع في قلب الحقيقة، في صعدة ومع لواء البطل المحضار الذين تجاوز مع رفاقه أبطال حضرموت والضالع وأبين وشبوة وعدن البُقع وتوغلوا مسافة 60 كيلومتراً في عمق صعدة وصولاً إلى كِتاف ويبعدون عن مران معقل الحوثيين 25 كيلومتراً.
كنت في نقاش مع أحد الإخوة العسكريين المتقاعدين قبل أسابيع، وكان يحدثني باستفاضة عن إستراتيجية توغل المقاومة الجنوبية في صعدة، وأن هذا سيدفع الحوثيين للتراجع دفاعاً عن معقلهم وقيادتهم الروحية مما سيضع حداً لتجاوز الحوثيين على الحدود السعودية، وسيخفف ذلك على حرس الحدود السعودي الذي يتوجب عليه تمشيط الشريط الحدودي من حقول الألغام التي زرعها الحوثيون على مدار سنتين، وبرغم اتفاقي حول هذه القراءة العسكرية غير أني مؤمن بما هو أكثر من ذلك، فالأبطال في المقاومة لن يتوقفوا حتى يقتلعوا رأس عبدالملك الحوثي ويرفعوا علمهم على جبال مرّان، فهذه الحرب يجب أن تقتلع هذا الرأس الفاسد من جذوره.
نشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن المقاومة الجنوبية تستحق أن تحصل على تكريم يليق بما أنجزته، فهذه المقاومة هي التي دافعت عن عدن في 19 مارس 2015م قبل أسبوع من بدء عملية «عاصفة الحزم»، وهي التي أعلنت منذ اللحظة الأولى تأييدها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - فكانت السيف البتار بيده فقُطع دابر إيران، وأسهمت المقاومة في عملية السهم الذهبي لتحرير عاصمة الجنوب عدن (يوليو 2015م)، ثم أنها أسهمت في تشكيلات القوة العسكرية التي حررت باب المندب إلى جانب التحالف العربي.
عشرات من أبطال المقاومة الجنوبية سقطوا شهداء، ومئات منهم جرحى معاناة كثير من الأُسر تحتاج إلى عناية، مؤسف حال الجرحى الذين تقطعت بهم السُبلّ في عدد من البلدان التي وافقت على استقبالهم للعلاج الذي لم يكتمل بسبب عدم تسديد المستحقات المالية عنهم نتيجة عشوائية السلطة الشرعية التي لم تنجح في إدارة ملفات المناطق المحررة بالشكل الصحيح.
المراسل الزميل محمد العرب يقترب أكثر من معقل الحوثيين، يبث فينا مشاعر التفاؤل نحو حسم المعركة التي طالت، الزميل العرب مراسل قناتي (العربية والحدث) لا ينقل حقيقة الوضع الميداني فقط، ولا يُخرس الأفواه الحوثية الإعلامية الكاذبة فقط، إنما هو يقوم وزملاؤه من مصورين وفنيين بإيصال صورة تتجاوز تأكيد السيطرة على كهوف المتمردين إلى صورة المقاتلين الذين لا نملك أن نقدم لهم سوى الدعاء بالنصر والتمكين وأن يعودوا إلى بلادهم سالمين من شر وضرر.