عماد المديفر
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يبارك بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله ورعاه وأعانه وأدام عزه.. ملك الحزم والعزم، ملك العلم والعمل، ملك البذل والجهد والعزيمة والإصرار.. ملك الرؤية والطموح.. فاليوم عنده - حفظه الله - يُعادل سنة من العمل والعطاء.. إذ لا وقت للتراخي.. فمملكة الحزم والعزم تسابق الزمن لإنجاز ما ينبغي إنجازه وفق رؤيتنا الطموحة 2030، والتي تبدأ أولى خطوات قياس النجاح في تحقيقها من خلال قراءة مؤشرات ومعايير قياس الأداء الدقيقة المنصوص عليها في مشروع خطة التحول الوطني قصير المدى 2020.. فمن خلالها سنعرف مدى التزامنا بالمضي قدماً على الطريق الصحيح وفق ما هو مخطط له، وسنحدد بدقة ما تم إنجازه من أهداف، وما لم يتم إنجازه بعد، أو أُنجز جزئياً لكنه لا يزال يحتاج إلى مزيد من العمل لتحقيقه وفق المعايير والخطط الموضوعة والمرسومة..
وجارٍ العمل اليوم على تقييم الجهود أولاً بأول، سنة بسنة، وشهراً بشهر، ويوماً بيوم.. وصولاً إلى تحقيق أهدافنا الطموحة، التي هي في الوقت ذاته أهداف واقعية.. مبنية على أسس صلبة.. ركيزتها الإنسان السعودي.. وما حبى الله به هذا الوطن من مصادر قوة.
هذه الأهداف التي لا مناص لنا إلا بالظفر بها؛ بعزم الأبطال، وسواعد شباب وشابات هذا الوطن المعطاء، ولنحقق لهذا الوطن العظيم الطيب الطاهر، ولهذا الإنسان السعودي الشهم الأبي والوفي الكريم، ما يصبو إليه وما يستحقه من مكانة رفيعة حضارية وثقافية وفكرية وعلمية وتنموية شاملة ومتقدمة.
ولذا؛ وجب أن نضع نصب أعيننا تماماً، ودائماً وأبداً، أن رؤيتنا 2030 وضعت ثلاثة محاور أساسية تشكل في مجموعها مصدر قوة هذا الوطن، وتتمثل في العمق العربي والإسلامي بكل ما يحمله ذلك من معانٍ شاملة وجامعة، بما في ذلك الأبعاد الفكرية والتاريخية والتراثية والحضارية، وامتلاكنا للقدرات والمؤهلات والفرص الاستثمارية الهائلة والضخمة، كمحرك للاقتصاد الدولي، واستثمار موقعنا الإستراتيجي كبوابة للعالم.. وممر ورابط لقارات العالم القديم الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا، وعليه فسنلحظ بجلاء أن جولة مولاي خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - تصب في هذا الاتجاه.. وتعمل على تعزيز محاور القوة الثلاثة الرئيسة، وتوظيفها التوظيف الصحيح الذي يدفع بنا لتحقيق هذه النقلة النوعية التاريخية لهذا الوطن.. وبما يعود بالنفع والعون والفائدة أيضاً لجميع أشقائنا وأصدقائنا في العالم أجمع.. بما في ذلك أهلنا في الدول العربية والإسلامية الشقيقة.
ها نحن نرى مولاي خادم الحرمين الشريفين - أعانه الله - وهو يسابق الزمن بعزم العظماء الذين لم نكن لنراهم أو نسمع عنهم إلا في كتب التاريخ.. ها هو ذا خادم البيتين وقائد الأمتين في جولة ملكية مكوكية هي الأكبر والأطول في تاريخ هذه البلاد الطيبة الطاهرة المباركة.. يجوب خلالها أقاصي الشرق.. من جنوبه إلى شماله.. في زيارات رسمية عالية المستوى لدول عظيمة صديقة وشقيقة وذات أهمية إستراتيجية كبرى، تربطنا بها روابط وثيقة على امتداد التاريخ، بل ومنذ مئات السنين، قدم التجارة البينية بيننا، وقدم الإسلام ووصوله لهذه البلدان الشقيقة، بل وأثبتت الدراسات والأبحاث أن علاقة أبناء الجزيرة العربية بالإنسان في هذه الدول الصديقة والشقيقة كانت منذ ما قبل الإسلام، والإسلام جاء ليوثقها ويزيدها ترابطاً ووحدة ومصير مشترك..
وفد مرافق رفيع وكبير إذن.. يشمل عدداً من الوزراء وكباراً من المسؤولين ورجالات الدولة ورجالات الأعمال والصناعة والتجارة.. وهو ما يعكس الأهمية الكبرى التي توليها المملكة لتطوير العلاقات البينية بما يتوافق وحجم المصالح المشتركة الحيوية والإستراتيجية بيننا، وبما يعود بالنفع على الجميع.. وفي مقدم ذلك التعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي والاستثماري، والتبادل العلمي والخبراتي، وتنمية المصالح الاقتصادية والحيوية المشتركة وتقويتها والعمل على استدامتها وتعزيزها، وهو ما ينعكس بشكل مباشر أيضاً على جوهر التحالفات السياسية والعسكرية والأمنية بين الأصدقاء والأشقاء، مما يدعم السلم والأمن الدوليين، ويزيد من فرص الرفاه.. والتنمية المستدامة بيننا كشعوب صديقة وشقيقة محبة للخير والسلام والرفاه والازدهار للجميع.
إلى اللقاء.