محمد بن علي الشهري
اليوم تتجه الأنظار إلى ملعب الجوهرة المشعّة لمشاهدة كلاسيكو الكرة السعودية الأول بين زعيمها وعميدها، والاستمتاع بما ستجود به أريحيات نجوم الفريقين الكبيرين من عطاء مؤمّل يتوافق وما يمثله العميد والزعيم من قيمة وقامة وهيبة تستمد معطياتها وحيثياتها من ملاحم وشواهد تنافسية تاريخية عالية الجودة على مدى عقود.
وغني عن القول إن النقاط الثلاث هي مطمع كل طرف من طرفي اللقاء.. إذ إن حصول الهلال عليها سيمنحه دفعة قوية محافظاً على الفارق النقطي، ممسكاً بتلابيب صدارته، وبالتالي اقترابه - نظرياً - من ملامسة اللقب.
في حين أن حصول الاتحاد عليها سيقلّص الفارق بينه وبين الهلال المتصدر إلى ثلاث نقاط، ما يعني احتدام المنافسة في دائرة ضيقة بين أكثر من طرف خلال ما تبقى من جولات.. هذا عدا ميزة أخرى ستصب في صالح العميد في حال تم الاحتكام إلى نتائج المواجهات المباشرة بين الفريقين في نهاية المطاف من أجل حسم مصير اللقب.
المتربصان في الطرف الآخر، النصر والأهلي، سيراقبان المشهد بالكثير من الاهتمام المبرر، وكل آمالهما أن تؤول النتيجة إلى التعادل باعتبارها النتيجة التي قد تخدمهما، وقد لا تخدم الهلال والاتحاد، على أن كسب الاتحاد للمباراة يأتي في المرتبة الثانية من الأمنيات بالنسبة لهما، إن لم يكن لمردودها في خدمة تطلعهما للمنافسة، فلأسباب وعوامل (وراثية قهرية متجذّرة) تجاه الهلال تحديداً؟!.
الجدير بالذكر أنه ليس لدى أي من الفريقين ما يخفيه عن الآخر، سواء من حيث نقاط الضعف، أو من حيث نقاط القوة في كل فريق.. وبالتالي انحصار مسألة الحسم في مدى قدرة كل مدرب على التعامل مع مجريات المباراة، وفي قدرة نجوم كل فريق على ترجمة مطالب المدرب التكتيكية.
كل ما نرجوه ونأمله أن نشاهد ونستمتع بمباراة تليق بعراقة العميد، وزعامة الزعيم، وأن تكون خالية من المنغصات والإصابات الناتجة عن الانبراشات وعن الحماس الزائد عن المعدلات المعقولة والمطلوبة.
ذلك أن العميد تنتظره مواجهة حاسمة ومصيرية بعد أيام ستجمعه بالفريق النصراوي على النهائي الكبير، كأس سمو ولي العهد الأمين (يحفظه الله)، وبالتالي فإن خسارة أي نجم اتحادي بسبب الإصابة في لقاء اليوم سيكون تأثيرها أشدّ وطأة خلال مواجهة (الذهب) المرتقبة.
كذلك الحال بالنسبة للهلال الذي تنتظره مواجهات آسيوية قوية وشرسة تتطلب جاهزية وسلامة أكبر قدر من لاعبيه من الإصابات.
يعني: مسؤولية المحافظة على نجوم الفريقين اليوم من الإصابات المؤثرة هي مسؤولية مشتركة بين طرفي اللقاء، وعلى كل المستويات، إدارياً وفنياً وعناصرياً، متى ما استشعر كل طرف واجبه من حيث إن القادم أكثر حاجة لجهد كل لاعب، على اعتبار أن لقاء اليوم ليس نهاية المطاف.. بالتوفيق للفريقين.
رسالة قصيرة جداً
إلى السيد (رامون دياز):
لا أعتقد أنك بحاجة إلى من يذكّرك بأن الفريق يمر بالمنعطف الهام المؤدي إمّا إلى قمة المجد، وإما إلى لا شيء.. ما يعني أن الاعتماد على العناصر التي تحتاج إلى تأهيل وإلى المزيد من جرعات الثقة على حساب العناصر التي تمتلك الثقة، وتمتلك مقومات العطاء المقترن بالروح الوثّابة والرغبة في إثبات الوجود، هي مغامرة غير محمودة العواقب، على اعتبار أن الوقت لا يسمح، ولا مجال فيه للتعويض.