يوجد العديد من البرامج الصحية التي تهتم بصحة المرأة. إلا أن نسبة المرض والوفيات في زيادة متقدمة و لايزال هناك الكثير في مايتعلق بصحتها في قائمة الانتظار لتسليط الضوء مما قد يسهم كثيراً في تمتع المرأة بصحة مثالية في السنوات القادمة، ويظل السؤال قبل ذلك ماهية الحالة الصحية للمرأة في القرن الواحد والعشرين، وخاصة المرأة السعودية.
المرأة هي نصف المجتمع وهي العاملة في جميع قطاعات الدولة والناشطة الاجتماعية للحفاظ على مجتمعها وليست مسؤولة عن صحتها فقط بل هي مسؤولة عن صحة زوجها وأولادها. سجل التاريخ العديد من السيدات اللاتي مثلن المجتمع السعودي بأفضل صورة داخل وخارج المملكة العربية السعودية في ظل حكومتنا الرشيدة وولاة أمورنا. ولكن يبقى سؤال من نوع آخر، كيف تنظر المرأة لصحتها وبأي معيار وماهو الذي تفعله ولاتفعله حتى تحافظ على صحتها الجسدية والنفسية والاجتماعية.
وماهو مفهوم الصحة لديها على اختلاف عوامل الخطورة في ظل ظروفها النفسية والاجتماعية والتي قد تختلف من سيدة لأخرى بحسب المراحل العمرية والتكوين الجسدي والفيسولوجي ونظرا لكثرة الأبحاث في السنوات الأخيرة والتي ركزت على الأمراض التي قد تصيب السيدات في أنحاء العالم عامة والسيدات السعوديات خاصة وكيفية الوقاية منها أوحتى الحد من مضاعفاتها مثل أمراض القلب والسمنة وأمراض السرطان بمحتلف أنواعه والذي ساهم بشكل ملحوظ في نشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع مثل الوقاية من سرطان الثدي وآلية الكشف المبكر وفحص ماقبل الزواج والكثير من البرامج الوقائية الأخرى.
كان هدف هذا البحث هو التركيز على صحة المرأة ولكن بمنظور آخر ويعتبر البحث الأول في السعودية وفي العالم الذي يجمع صحة المرأة الجسدية والنفسية والاجتماعية في وقت واحد بهدف معرفة ماهو رأي وتفييم المرأة لصحتها وماهية العوامل المختلفة والمتنوعة المصاحبة، وكم عدد السيدات السعوديات اللاتي يتمتعن بصحة جسدية ونفسية واجتماعية جيدة بمنطقة الرياض.
استهدف هذا البحث السيدات السعوديات في داخل منطقة الرياض وتم تقسيم منطقة الرياض إلى خمس مناطق شملت وسط، غرب، شرق جنوب، شمال الرياض بهدف الحصول على أكبر شريحة منهن وحتى يتم تغطية أكبر عدد ممكن وكان عدد المساهمات في هذا البحث 900 سيدة وفي نهاية البحث الذي استمر قرابة السنة وتراوحت أعمار السيدات من عمر 18 سنة فما فوق وتم اختيار المولات والأسواق لإجراء هذ البحث على شكل مقابلة وتوثيقها بإستمارة بحثية مفصلة وشاملة. شملت معلومات عامة، تقييم صحي شامل والتاريخ المرضي, العادات السلوكية والنشاط البدني والغذائي، تقييم نفسي، المخاطر التي قد تكون تعرضت لها مثل مخاطر بدنية أو نفسية، التقييم الذاتي لصحتها الجسدية والنفسية والاجتماعية، سبل الواقاية من الأمراض مثل فحص الثدي وفحص عنق الرحم، المعوقات التي تحد أو تقلل من محافظة المرأة على صحتها بشكل أفضل، تقيبم مدى نسبة الوعي الصحي بينهن وماهو مصدر السيدة المفضل للحصول على معلومة صحية صحيحة وموثوقة. وكانت من أبرز النتائج كالتالي :-
أغلب السيدات بنسبة 78 % قيمن صحتهن الجسدية بالجيدة جدا فما فوق. 80 % قيمن صحتهن النفسية بالجيدة أو أفضل. أغلبية السيدات بنسبة 54 % وجد لديهن صحة اجتماعية مناسبة. 34 % فقط تمتعن بصحة جسدية ونفسية واجتماعية استنادا لتعريف (منظمة الصحة العالمية). هذا وكان من أبرز العوامل التي أثرت على صحتهن(الجسدية، النفسية، الاجتماعية) هو التعليم، مستوى الدخل، سلامة البيئة المحيطة من المخاطر، صحة الأسنان والفم، الصحة الجسدية والنفسية ، ممارسة الطب البديل، التداوي بالأعشاب، مرض السكر، آلام الظهر، ممارسة الإجراءت الوقائية مثل عمل مسح لعنق الرحم. ولعل أبرز التوصيات التي تم التوصل لها كالتالي:-
- الحاجة لتطوير برامج صحية جديدة للوقاية من الأمراض وعوامل الخطورة وحتى الحد من مضاعفات الأمراض في حال حدوثها
- إنشاء برامج للصحة العامة تتضمن صحة المرأة
- إنشاء برامج للأنشطة البدنية وإدراجها في المدارس للحد من انتشار السمنة بين الفتيات
- تكثيف برامج التثقيف الصحي للوقاية من الأمراض ونشر الوعي الصحي استنادا على تقييم الاحتياجات الجسدية والنفسية والاجتماعية
- تعزيز دور المراكز الصحية للمساهمة في الحفاظ على صحة المرأة
... ... ...
المرجع:
هذا البحث من متطلبات رسالة الماجستير في برنامج الصحة العامة برئاسة الدكتور علي محمد الشهري وإشراف الدكتورة هدى جرادي وقد احتل هذا البحث المركز الأول عن جائزة أفضل بحث لعام 2016
- ماجستير صحة عامة