يوسف المحيميد
الرئيس يتحدث لشعبه من خلال هاتفه المحمول عن الزيارة التاريخية للملك، ويطلب منه مباشرة كلمة خاصة وتلقائية لهذا الشعب الصديق.. ورجل دين يقبّل جبين سلمان، والشعب بطبقاته كافة يقف في الطرقات والشوارع يحيي سلمان بالهتاف والتلويح، ويمنحه الحب الخالص.. سيدتان تصوران «سيلفي» معه.. أعضاء البرلمان والصحافة والإعلام وغيرها.. هكذا استقبلت جمهورية إندونيسيا قيادة وشعبًا خادم الحرمين الشريفين؛ لتعبر عن اعتزازها بالمملكة، والروابط التاريخية بينهما.
وقبل ذلك كانت ماليزيا تفعل مثل ذلك وأكثر من استقبال حافل واحتفاء كبير بالملك، وما سيتلو ذلك أيضًا خلال هذه الجولة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين في دول شرق آسيا، الذين نرتبط بهم بعلاقات الدِّين والصداقة والعلاقات العميقة المشتركة خلال عقود طويلة من المعايشة، وكذلك بالتعاون الاقتصادي المشترك، من خلال الاستثمارات المشتركة في مجالات الطاقة والصناعة والبتروكيماويات.. فمنذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي، حينما نجحت المملكة في المشاركة في تطوير مصفاة «إس أويل» الكورية، والمملكة لا تتوقف عن عقد الشراكات الثنائية مع الشركات الآسيوية، آخرها ما تم قبل أيام قليلة من توقيع اتفاقية أرامكو السعودية وبتروناس الماليزية.
إن هذا الترحيب الرسمي والشعبي الكبير الذي تشهده زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى دول آسيوية ليس مستغربًا أبدًا؛ فهو يحمل في داخله أبعادًا دينية، وآفاقًا اقتصادية مهمة لهذه الدول وللمملكة على حد سواء، وذلك من خلال توقيع الاتفاقيات المشتركة التي تقدر بمليارات الدولارات في مجالات الصناعة والتجارة والثقافة، وغيرها.
ولعل الجانب السياسي المهم لمثل هذه الزيارة ما جاء في مجمل الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين أمام أعضاء البرلمان ومجلس الشيوخ في مجلس الشعب الإندونيسي، التي تحث على توحيد الجهود بين الدول الإسلامية لمواجهة التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية، وعلى رأسها التطرف والإرهاب والتدخُّل في شؤون البعض من الدول.