د. ناهد باشطح
فاصلة:
(هناك نساء يعبرن الحياة مثل نسمة الربيع التي تنعش كل شيء في طريقها)
-حكمة عالمية-
هناك نساء خيّرات، أياديهن بيضاء يمددنها لمساعدة الناس بطرق مختلفة، فإن رحلن عن الحياة الدنيا ظلت أياديهن ممدودة بالذكر الطيّب وامتداد خيرهن للمجتمع.
في حفل جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز -رحمها الله- لتكريم الفائزين بجائزة التميز في العمل الاجتماعي الأسبوع الماضي، تذكرتُ عين زبيدة التي بنتها زبيدة بنت جعفر المنصور زوجة الخليفة هارون الرشيد في مكة، إذ جلبتْ إليها الماءَ من أقصى وادي نعمان، وكلفتها الكثير من المال، واهتمامها بذوي الاحتياجات الخاصة، وتذكرتُ زينب بنت جحش -رضي الله عنها- التي كانت أطول أمهات المؤمنين يدًا؛ إذ كانت تدبغ وتخرز، وتتصدق في سبيل الله. وفي تاريخنا الإسلامي شواهد عدة.
في حفل جائزة مؤسسة جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي، التي تأسست بموجب الأمر السامي الكريم بتاريخ 20 -5 - 1433هـ، وهذه دورتها الرابعة لم يكن الحفل ذو التنظيم المتقن مبهراً فقط، بل كنا بالفعل تحت سماء من الأجواء الروحانية المفعمة بحب الخير ومساعدة الآخرين.
الفائزون السبعة في هذه الدورة التي تحمل عنوان: «التمكين الاجتماعي والاقتصادي لكبار السن»، أكدوا إلى أي مدى ينبض مجتمعنا بالخير، ولكم كان لافتاً ومؤثراً تكريم كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين جبلوا على فعل الخير للناس، وهم: الدكتور سعيد بن سعد المرطان، والدكتور صالح بن درويش معمار، وعبدالله محمد إبراهيم الحصين، وسعيد محمد فهد القحطاني.
أربع شخصيات حفل تاريخها بمساعدة الناس ومسيرة هادفة.
وعلى المستوى المؤسسي فازت ثلاث مؤسسات داعمة للعمل الاجتماعي: الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان، ومركز الملك سلمان الاجتماعي، وجمعية ود الخيرية للتكافل والتنمية الأسرية.
وهي مؤسسات تقدمت بتميز في عملها الاجتماعي المؤسس.
إن جائزة الأميرة صيتة للتميز في العمل الاجتماعي ليست مجرد تكريم مادي ومعنوي للأفراد والمؤسسات المنغمسة في فعل الخير، بل إنها تمثل منعطفاً قوياً في مسيرة دعم المملكة للعمل الاجتماعي الذي بدأه المؤسس الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- بسيطاً داعماً للفقراء في بداية التأسيس، ثم في عام 1347هـ-1928م أصدر الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- العمل نظام لتوزيع الصدقات والإعانات كبداية للعمل الخيري المؤسسي.
واستمر تطوير العمل الاجتماعي في عهده ومن بعده أبنائه -رحمهم الله- حتى عهد ملكنا سلمان -حفظه الله- في دعمه للعمل الاجتماعي، وها هي أخته الأميرة صيتة -رحمها الله- تدعم العمل الاجتماعي بتأسيس المؤسسة التي تعزز بالفعل دعم العمل الاجتماعي للأفراد والمؤسسات.
رحم الله صيتة بنت عبد العزيز التي دفعها حبها للخير أن تؤسس له جائزة تبقى جذورها الندية بالخير مثمرة لهذا المجتمع.