ناصر الصِرامي
كنت أعتقد مثل بعضكم أننا لا نزال بعد نعيش شباب الجي فور 4G، لكن تأكد لي الآن في ملتقى الجوال العالمي في إسبانيا، وذلك بدعوة كريمة من الاتصالات السعودية التي كان حضورها في سوق اللاعبين الكبار في الاتصالات المتنقلة على كوكبنا حاضرًا ومؤثرًا، أننا حقيقية نعيش آخر عمر تقنية «الفور جي» القصير..! خدمة البيانات المتنقلة فائقة السرعة الحالية، التي لا تزال في منتصف عمرها في التغطية والسرعة, بل ما زالت دول العالم النامي والفقير تحاول الوصول إليها، والحصول عليها حتى تاريخه!
التكنولوجيا الحالية قادرة على تقديم سرعات إنترنت تصل إلى 150 ميغابايت, ومع إضافة بعض التطورات والتحديثات في شبكات الهواتف وخطوط الإنترنت يمكن أن تصل إلى 300 ميغابايت تقريبًا.
لن تحتاج بعد ذلك لشيء أفضل من هذه الحركة السريعة.. لكن لعالم افتراضي فعلي فإن هذه السرعات الهائلة نفسها لم تعد كافية لتحقيق قفزة أوسع في الخيال العالمي؛ إذ كل التواصل المباشر بحواسنا!
الآن ستسمع كثيرًا بعد اليوم عن الـ»5G»، وهو الاسم الذي يطلق على الجيل القادم من اتصال البيانات المتنقلة، الذي سوف يأتي بعد مرحلة الفور جي 4G التي نعيشها الآن.
في المعرض والمؤتمر الدولي للهواتف الذكية الأضخم عالميًّا تشعر بأن هناك طيفًا أو ترددًا هوائيًّا مختلفًا سيتم بناؤه.. قنوات نقل بيانات مفتوحة بلا حدود، يقال إنها النقلة النهائية لثورة المعلومات النهائية التي لن يعقبها نقلة؛ إذ نقل كامل للواقع مع الواقع الافتراضي بكل تفاصيله، وتوفر سرعات النطاق العريض بشكل لا يصدَّق.. ولكن الأهم من ذلك سيكون لها ما يكفي من السرعة وحجم نقل البيانات بما يحقق أداء كل المهام في الوقت نفسه، دون حدوث انخفاض في السرعة أو الاتصال بغض النظر عن عدد الناس والأشياء التي ترتبط بها في الوقت نفسه.
ستكون التكنولوجيا ضرورة مثل الكهرباء لحاجة الحياة؛ إذ ستعمل الشركات المصنعة للأجهزة لتحقيق «إنترنت الأشياء»؛ فكل ما نريد من الخدمات والترفيه والعمل ممكن وحاضر باقتدار فعلي في العالم الافتراضي، حيث يصبح التلاقي بين عالمين افتراضي وواقعي لا غنى لأحدهما عن الآخر.. نقلة لن يتبعها مثلها.
«إنترنت الأشياء» أصبحت أكثر أهمية من ذي قبل؛ فجميع الأشياء والأدوات تعمل على الإنترنت، لكن الفكرة الأولية وراء الفايف جي 5G أن البنية التحتية لهذه الشبكة ستكون في المكان المناسب، وستكون أكثر تكيفية مع احتياجات المستخدم باقتدار في السرعة والدقة والأداء.. شيء يشبه الواقع تمامًا.
إطلاق الجيل الخامس سيقدم إمكانية تنزيل بيانات بحجم 1 جيجابايت في الثانية الواحدة، وذلك أسرع بـ200 مرة من اتصالات الجيل الرابع الحالية. وقد تطرح شبكات الجيل الخامس تجاريًّا للمستخدمين في عام 2020.
خيالنا يصبح حقائق، بما في ذلك المكالمات الفيديوية ثلاثية الأبعاد، ومكالمات هولوجرام. كما أن مفهوم إنترنت الأشياء سيكون مثيرًا، وكل ذلك يتطلب فقط توفير تقنيات قادرة على تحميل ملف حجمه 1 جيجابايت في الثانية عبر شبكات الاتصال المحمولة. وهذا وأكثر ما سيصبح حقيقة..!
تسأل:
- وماذا بعد الفايف جي..؟
يأتيك الجواب:
- لا شيء.. هذه «إنترنت الأشياء».. نهاية كل شيء..!