د. عبد الله المعيلي
إن مما يميز هذه البلاد الطاهرة، المملكة العربية السعودية، أنها منذ نشأتها الأولى عندما تبنى الإمام محمد بن سعود الدعوة الإصلاحية للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله جميعًا، وعبر مراحلها الثلاث كلها، وهي ملتزمة بأصالة دينها وعقيدتها وثباتها عليه، رغم ما تعرضت له من مكائد ومؤامرات، ملتزمة متمسكة بدينها الإسلامي الأصيل.
وفي مرحلتها الثالثة المديدة إن شاء الله، منذ وحد أركانها المؤسس المبارك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود، وهي تعلن صراحة وثبات أنها دولة التوحيد، دولة «لا إله إلا الله»، وأنها تعتز وتفخر بكل ثبات وإصرار وعزم بكتاب الله القرآن الكريم، وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، و هذا لسان حال ملوكها الكرام، الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبد الله بن عبد العزيز.
وفي هذا العهد الزاهر الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله ويسدد رأيه ومواقفه، لا تكاد تخلو أي كلمة من ترديد أن المملكة العربية السعودية، قامت على هدي من كتاب الله وسنة رسوله، وأنها ملتزمة بذلك ثابتة عليه، وأنها لن تلتفت أبداً لجعجعة المنحرفين فكرياً مهما علا صوتهم وتكالبت شرورهم،
وعلماء المملكة الفضلاء منارة هدى يرشدون ويستدلون بمصادر الشرع الحنيف، كتاب الله وسنة رسوله، لا مرويات باطلة، ولا بكائيات متصنعة متكلفة، هم الممثلون المتمسكون بثوابت أهل السنة والجماعة، لا مجاراة للواقع والتكيف معه إلا بالحق والدليل القطعي في دلالته وأصالته، لا يتنازلون عن أصول أهل السنة والجماعة قيد أنملة، لا يتصادمون مع الخصوم، ولا يتكيفون مع معطيات الواقع الباطلة على حساب المبادئ والأصول، يحملون رسالة الدعوة، وينشرون رسالة التوحيد الذي خلق الله عباده ليوحدوه وحده سبحانه وتعالى، ويحققوا معنى «لا إله إلا الله « قولاً وعملاً، وهو «لا معبود بحق إلا الله «، قال تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} الفاتحة الآية 5، وقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} الإسراء الآية 23»، وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الذاريات الآية 56.
هذه عقيدة أهل السنة والجماعة، تحقيق معنى «لا إله إلا الله»، فلا معبود بحق إلا الله، المذاهب الأخرى يزعجها هذا، فهي تعتقد وتؤمن بممارسات بدعية شركية تنافي معنى «لا إله إلا الله»، ومن هنا أطلقت تلك المذاهب دعاوى محاربة أهل السنة والجماعة الحقة، واستبعادهم من هذا العنوان الأصيل، لكن علماء المملكة ما فتئوا يدعون الناس إلى الامتثال به، والبعد عن كل ما يخالفه من ممارسات بدعية شركية، يتعذر حصرها، يغذيها دعاة جهنم عبر وسائل إعلامهم واحتفالاتهم البكائية المزعومة.
ومما لم يعد سراً، بل هو معلوم واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، أن المذاهب البدعية على اختلاف مذاهبها ومعتقداتها تعد الإسلام السني عدوها الأول، وأنها لم ولن تجرؤ على المجاهرة بمعاداته، لذا بحثت تلك المذاهب عن مدخل مناسب لتنفيذ أجندتها وخططها الشيطانية التي تهدف إلى تشويه الإسلام السني وتأليب الرأي العام العالمي ضده.
ووجدت ضالتها في من لا يمانع من التكيف معهم والتواصل، فصنعت تلك القوى المعادية دمية قذرة «القاعدة وداعش» تبنت مفاهيم الإسلام السني في أسلوب مخاطبتها للعامة، والاستشهاد بالآيات والأحاديث النبوية الشريفة زوراً وبهتاناً، بينما هم في حقيقة الأمر مجموعة من المجرمين، تبنوا مفاهيم الإسلام السني للتضليل وتسويغ عملياتهم الإرهابية، وادعوا أنهم يستمدون فكرهم من كتب دعوة محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية.
وعلى الرغم من تداعي هؤلاء الأعداء إلا أن المملكة سوف تظل مظلة لكل مسلم سني محفوظة بحفظ الله وإيمان شعبها والتفافه حول قادته الميامين.