سعد الدوسري
مع بداية انتشار البث الفضائي في المملكة، أصابت الناس صدمةٌ حضارية، إذ لم تكن لديهم قدرة على استيعاب أن بإمكانهم متابعة كل ما يحدث في العالم، حياً على الهواء، دون رقيب. وظهر حينها مَن يحارب هذه التقنية الجديدة، بكل ما أوتي من قوة، حتى إن تكفير الناس، بتهمة إدخال هذه الخدمة المثرية، كان وقتها بالمجان! وشيئاً فشيئاً، وكما كان متوقعاً، هدأت الزوبعة، إلى أن اختفت، وتحول مكفرو الأمس، إلى أصحاب برامج يومية وأسبوعية، في هذا البث الجديد، الذي دخل كل بيت وكل منشأة.
هكذا هو حال كافة المستجدات التي تطرأ على مجتمعنا، كالبرقيات والإذاعة والدراجات والسيارات والطائرات وتعليم الفتيات والتلفزيون والإنترنت، كلها تبدو للبعض في البداية كأنها من عمل الشياطين، ثم يكتشفون أنها من أهم ما وصل إليه العقل البشري، وأن مردودها عليهم أهم من أي مردود آخر.
الأسبوع الماضي، كانت هناك حوارات حول عدد من برامج الترفيه، وقرأنا وسمعنا آراء قاسية، اتهمت الناس في أعراضهم، لمجرد أنهم حضروا تلك الفعاليات. وسيكون هذا الأمر طبيعياً إن نحن وضعناه في موضعه الطبيعي. فمثل كل ما هو جديد، ستتم محاربة هذه البرامج، وسيحاول البعض أن يقذفوا بالباطل أعراض جمهورها، وأن يكفّروا منظميها. ومع الوقت، وحين يدركون أن حضور تلك الفعاليات في الداخل، أفضل من سفر الشباب للخارج، سيعيدون النظر فيها.