فهد بن جليد
الزائر الكبير ليس كأي زائر آخر، فهو إمام المُسلمين وخادم الحرمين الشريفين، ومن يسعى بصدق لوحدة صف الأمة وجمع كلمتها، وحفظ مصالحها والدفاع عنها، حتى تتبوأ مكانها الطبيعي الذي تستحقه، فأينما حل (سلمان) فثمة الخير .. هذا هو (لسان الشعوب) التي عبرت عن فرحتها بقدوم الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - في رحلته التاريخية المُباركة لشرق القارة.
لم ننته بعد من رصد النتائج الكبيرة وردود الفعل الإيجابية، والترحاب الواسع والكبير الذي حظيت به الزيارة في محطتها الأولى (ماليزيا) وما نتج عنها من اتفاقيات وشراكات مهمة وناجحة بكل المقاييس السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وإعلان إنشاء مركز الملك سلمان العالمي للسلام، والحفاوة الخاصة والكبيرة التي حظي بها الملك سلمان - حفظه الله - من ملك ماليزيا ورئيس الوزراء والشعب الماليزي الشقيق، إلا وتظهر المحطة الثانية (إندونيسيا) بصور الفرح والإبهار بقائد الأمة العظيم في جولته التاريخية، عندما خرج عشرات الآلاف في الشوارع التي تربط مطار جاكرتا بالقصر الرئاسي، للترحيب بالضيف الكبير الذي يصحبه رئيس البلاد، وهو ما يعكس بعفوية وصدق حجم وثقل المملكة وقيادتها لدى الدول والشعوب الإسلامية .
هذه الصور والمشاعر والمواقف مدعاة فخر لكل مسلم وعربي نظير ما تقدمه المملكة (قبلة المُسلمين) من أجل جمع الكلمة ووحدة الصف، وهو ما رصدته نشرات الأخبار والبرامج التحليلية في الكثير من وسائل الإعلام العالمية التي تتبع محطات هذه الزيارة، خصوصاً أن دول العالم تتطلع إلى التعاون مع المملكة من خلال ما تنتجه زيارات الملك -حفظه الله- ومباحثاته مع القادة، من اتفاقيات وشراكات اقتصادية تعزز التعاون لبناء مُستقبل مُشرق وآمن، وفق رؤية المملكة 2030 .
كل محطة من المحطات المُقبلة (لجولة خادم الحرمين الشريفين) الآسيوية، تمثل أهمية وثقلاً للتعاون المُثمر مع تلك البلدان وقادتها، وهي دروس في علوم وفنون السياسة والاقتصاد يقدمها الملك سلمان - حفظه الله - بتوجهه نحو الشرق الآسيوي لبناء المزيد من الشراكات والخيارات الجديدة التي تعزز مكانة وثقل المملكة على خارطة العالم.
وعلى دروب الخير نلتقي.