عفيف - أحمد السليس:
استهل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض زيارته إلى محافظة عفيف مساء أمس الأول، ضمن زياراته لمحافظات المنطقة، بتفقُّد «بئر العود»، حيث كان في استقباله محافظ عفيف الأستاذ رشيد بن سليمان الجبرين، وجمع من المسؤولين والأهالي الذين اصطفوا على طول الطريق مرحبين بمقدم أمير الرياض.
ودشَّن الأمير فيصل بن بندر فور وصوله الموقع إعادة تطوير وتأهيل البئر، واستمع إلى شرح عن البئر التي جهزتها البلدية، وطوَّر رجل الأعمال حمد العليان الموقع الموجودة فيه. وتجول سموه في المعرض المصغَّر المعد في محيط البئر، حيث عُرض عدد من التراثيات إلى جانب منتجات الأسر المنتجة. فيما شاهد أمير الرياض مشهدًا تمثيليًّا قديمًا لرجلَيْن، أحدهما يطلب اقتناء وشراء القهوة البرية، وليس لديه مال؛ وطلب كفالة في المبلغ؛ ما جعله يرد بالقول: «كفيلي الملك عبد العزيز عبد الرحمن». وقد أثار المشهد الأمير، وتفاعل معه مبديًا إعجابه بأداء ممثلي المشهد.
ثم توجَّه الأمير فيصل إلى منزل إمام وخطيب جامع الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - الشيخ ندا بن عبد الرحمن العتيبي، ملبيًا دعوة الشيخ الذي أبدى سروره بزيارة الأمير، وشاكرًا له ذلك، ومثنيًا على الرعاية الكريمة من ولاة الأمر للمواطنين بمختلف فئاتهم ودرجاتهم.
بعد ذلك انتقل أمير الرياض إلى مقر محافظة عفيف، واستقبل الأهالي والأعيان ومسؤولي المراكز وأعضاء المجلسين المحلي والبلدي، قبل أن يعقد اجتماعًا مع أعضاء المجلسين المحلي والبلدي، استمر زهاء الساعة، بحضور عدد من المسؤولين بمنطقة الرياض. وجرى خلال الاجتماع مناقشة احتياجات المحافظة، ووعد الأمير بتلبيتها ومعالجتها في أسرع وقت. وكانت أغلب الطلبات تدور حول التعليم وإنشاء مطار في المحافظة، إلى جانب افتتاح فروع نسائية في عدد من الإدارات الحكومية. كما تم بحث وضع مستشفى عفيف العام، وأيضًا تمت مناقشة الطرق الرئيسة في المحافظة، وربطها بالطرق الكبيرة, وسكة القطار، وإلغاء التبعية لمحافظة الدوادمي في بعض الإدارات الحكومية.
وقد شارك ثلاثة من شباب المحافظة في الجلسة بطرح مشاكلهم وهمومهم في المحافظة. وقد تحدث الطالب عبد الإله الغامدي (من مدرسة أجيالكم الثانوية) عن وضع الطالب الموهوب، وكيفية تنمية موهبته في ظل قلة وجود مراكز متقدمة في الموهبة. وطلب الأمير فيصل من مدير التعليم بالمحافظة الأستاذ سعيد النفيعي التعليق على ذلك. وقد أكد النفيعي أن هناك دراسات متطورة في الموهبة، وسيتم أخذ الموضوع بعين الاعتبار. فيما ناقش الطالب الوليد سعود الكثيري (من ثانوية نخبة الفرسان الأهلية) الترفيه والصالات الرياضية التي تجذب الطالب والشاب، وتُبعده عن الانحراف. وطلب الأمير الاهتمام بهذا الأمر مؤكدًا أهمية مراجعة الهيئة العامة للرياضة، وبحث هذا الموضوع مع المسؤولين فيها.
وأيضًا عقد أمير الرياض لقاء مع رؤساء المراكز ورجال الأعمال وأعيان المحافظة، ونقل لهم تحيات خادم الحرمين الشريفين، مؤكدًا أن هاجسه الوحيد هو راحة المواطن.
بعد ذلك شرف الأمير فيصل بن بندر حفل الأهالي في مقر الاحتفالات بالمحافظة. وقد عُزف السلام الملكي فور وصول سموه، ثم قدم عدد من الصغار أنشودة ترحيبية، لاقت استحسانه. بعد ذلك بدأ الحفل بالقرآن الكريم، وتلا الآيات القارئ الشيخ عبد الرحمن بن خاتم السليس عضو جمعية التحفيظ بعفيف، ثم كلمة الأهالي التي رحبوا فيها بمقدم صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض. بعد ذلك أُلقيت قصيدة شعرية، أعقبها عرض مرئي عن المحافظة وأبرز المشروعات فيها. واستعرض الفيديو الجهود التي بذلتها الدولة تجاه تنمية المحافظة وتطويرها كسائر محافظات المملكة، ثم أُلقيت قصيدة شعرية أخرى قبل أن يستمع الحضور ويشاهد (أوبريت) إنشاديًّا.
بعد ذلك ألقى الأمير فيصل بن بندر كلمةً، حمد الله فيها، وشكره على نعمه الكثيرة، معربًا عن شكره لأهالي محافظة عفيف على هذا الحفل المتميز، وناقلاً لهم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ومشددًا على حرصه - رعاه الله - على كل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن، واهتمامه بشؤون المواطنين، وتلبية مطالبهم. مبينًا أن عفيف ساهمت في بناء الوطن، ولها دور تنموي كذلك في الوحدة الوطنية، وغير ذلك من المواقف المشرفة لها. وأشار إلى أن هناك رجالاً شاركوا الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - في توحيد هذا الكيان الشامخ (المملكة العربية السعودية).
موضحًا أن أول طائرة أقلت الملك المؤسس كانت طائرة «الداكوتا»، وأقلعت من محافظة عفيف.
ووعد الأمير فيصل بن بندر بأن مطالب الأهالي التي وصلته ستُلبَّى، وسوف تُحقَّق - بإذن الله -، وستكون أولى أولوياته ومحط اهتمامه.. مؤكدًا أنها ستُرفع - بمشيئة الله - إلى المقام السامي لإقرارها.
واختتم كلمته بشكر الأهالي رجالاً ونساء على حفاوة الاستقبال وهذا الحفل المتميز.
بعد ذلك تناول سموه طعام العشاء مع الأهالي، ثم غادر.
وكان الأمير فيصل بن بندر قد زار عددًا من الأعيان والأهالي ملبيًا دعواتهم.