حميد بن عوض العنزي
** الزيارة التاريخية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- إلى مجموعة من دول آسيا شكلت منعطفا مهما في تمكين العلاقات السعودية مع تلك البلدان، ولعل في مشاهد الاستقبالات الرسمية والشعبية الحافلة ما يحمل دلالات مهمة وعميقة إلى ما يمكن أن تشكله هذه العلاقات من قوة على المستويات كافة؛ السياسية والاقتصادية والتنموية وما يعزز من مكانة المملكة وتأثيرها الدولي.
** إن البعد الاقتصادي والتنموي شكل أحد المسارات الرئيسية في المباحثات واللقاءات التي عقدها خادم الحرمين الشريفين مع زعماء تلك الدول وما تمخض عنه مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي سيكون لها دور في المستقبل في إرساء دعائم علاقات قوية ومؤثرة في الأحداث التي يشهدها العالم اليوم، كما يمكن أن تخلق تكاملا اقتصاديا واستثماريا في كثير من المجالات ولعل من أبرزها الطاقة والصناعة والموارد البشرية، وبما يمكن من تبادل المنافع في كثير من المزايا النسبية التي تتميز بها تلك الدول.
** إن هذه الزيارة التاريخية التي من المنتظر أن تستمر إلى الصين واليابان وهما الدولتان الكبيرتان والمؤثرتان سواء على المستوى السياسي كما هو الدور الرئيس الذي بدأت تلعبه الصين في قرارات الأمم المتحدة، أو على مستوى التجارة والصناعة وهي قوة اقتصادية كبرى تربطها بالمملكة علاقات متينة، ومن المتوقع أن تسهم الزيارة في تعزيز تلك العلاقة وفتح مسارات جديدة في مجالات الصناعة ونقل التقنية والتبادل التجاري.
** إننا أمام جولة دولية مهمة يقوم بها خادم الحرمين الشريفين وهو الزعيم العربي الذي يحظى باحترام وتقدير كبيرين لدى زعماء العالم ومثل هذه الزيارات بأبعادها المختلفة إنما تضاف إلى الرصيد الغني لبلادنا في العلاقات الدولية المبنية على الاحترام المتبادل والعلاقات المشتركة التي تضمن لكل أطرافها الفائدة.