ميسون أبو بكر
في الرحلة الأولى لتدشين قطار الرياض - القصيم الأحد الماضي وبوسط كل من شارك من المسؤولين في هيئة النقل وشركة سار والمدعوين من الإعلاميين للمشاركة بهذا الحدث الكبير، كما عدد كبير من المواطنين الذين عجت بهم مقصورات القطار؛ أخذني المشهد لبدايات الحلم والتخطيط لهذا المشروع الوطني الكبير الذي يعد من أهم البنى التحتية في البلاد لما ندرك من أهمية النقل في ازدهار الاقتصاد والسياحة وسهولة التنقل للمواطن والمقيم والتيسير على فئة كبيرة من شرائح المجتمع وأعني بالذات النساء التي قد تحميها وسيلة التنقل عبر القطار من خطر السفر وحيدة مع السائق ولمسافات طويلة لا تأمن فيها خطر السائق فقط بل مشاق الطريق وأخطاره والمسافة الطويل التي يختصر القطار نصفها.
الرحلة الأولى التي تشرفت أن أكون مع طاقمها وكما قال د رميح الرميح (معالي رئيس هيئة النقل العام) هي حدث تاريخي ولحظة ستبقى عميقًا في ذاكرة الإنسان السعودي الذي انتظر هذا الحدث المهم الذي تقبلته ثقافته بيسر وتفاعل ظهر من خلال عدد الركاب في الرحلة الأولى والذين كان معظمهم من الأسر السعودية الذين كان لي بعض اللقاءات والحوارات معهم وأحمل لك أيها القارئ الكريم بهجتهم وتفاعلهم مع وسيلة النقل الجديدة حيث كسب المشروع رهانه مع النجاح منذ الرحلة الأولى.
ذئب الصحراء كان يقطع الصحراء الممتدة من الرياض للقصيم وقوفًا بالمجمعة، وكنت وأنا أنظر من النافذة المطلة على تلال الرمال والبحار الرملية التي تتحرك رمالها كالموج وبعض الواحات التي تتراءى للرائي كان يتبادر لذهني كم هي المهمة صعبة وشاقة لشق هذا الطريق عبر هذه الصحراء المترامية على مد البصر، وقد تحدث بعض مهندسي المشروع عن صعوبة الموضوع وتحديه لعوامل الطبيعة والرياح.
الرحلة من الرياض للمجمعة قرابة الخمسين دقيقة، والتوقف لعشر دقائق ثم المواصلة للقصيم هي رحلة تختصر الوقت وجهد القيادة أيضًا والمحطات المزودة بوسائل الراحة والمقاهي والمطاعم وأيضًا أقسام للأسر المنتجة مما لذ من أكلات شعبية وأيضًا منتوجات حرفية يعطي للمشروع قيمة مضافة ومساحة أكبر لتلك الأسر لبيع منتوجاتها، وللمسافر متعة التسوق كما الراحة في مرافق متميزة في محطات الرياض - المجمعة - القصيم.
سمو الأمير متعب بن فهد بن فيصل الفرحان آل سعود الذي رافقنا في رحلة العودة القصيم - الرياض مع الأمير مقاول المشروع وعدد من رجالات القصيم والرياض قام مع معالي د.الرميح والمهندسين وطاقم قطار سار وموظفي شركة النقل بجولات تفقدية للكبائن والمسافرين.
في قطار سار افتخرت بالطاقم السعودي الذين كانوا علامة فارقة في القطار والمشروع كذلك، وكان حديث الرئيس التنفيذي حاليًا أ.بشار المالك بهجة انتظار استكمال الخط في مناطق أخرى من المملكة.
يضيق المجال لذكر اسم كل مبدع سواء في الإدارة أو المشروعات أو التنفيذ أو العلاقات والتموين من الذين التقيناهم وكانوا سعداء بفيض أسئلتنا وحشريتنا الإعلامية لنكون سفراء المواطن المتعطش لمعلومات فائضة عن هذا المنجز الجاهز لخدمته.
نعم للنجاح، للتفاؤل وللإنجاز، لا لكل من يحاول التخريب وتشويه منجزاتنا، وبانتظار قطار الرياض ليسري في عَصّب العاصمة ليخفف أزمة المدينة والاتكال المطلق على عدد لا يستهان به من السائقين، كذلك ليحيي ثقافة التنظيم لدى الأسرة السعودية والتخطيط لأوقاتها.
شكرًا لكل من استقبلنا في محطات المجمعة والقصيم بطوق المحبة والترحيب والكرم المعهود لابن هذه البلاد، ولكل من التقيت من أسر تتابعني سواء في عمودي في الجزيرة أو برنامج القناة السعودية «عين ثالثة» عين الإنسان السعودي، حيث استشعرت رسالة الإعلامي في مجتمعه.