سعد الدوسري
لم يفصل بين القرار الذي صدر بتعيين سارة السحيمي، كأول رئيس لمجلس إدارة شركة السوق المالية السعودية «تداول»، وبين القرار الذي صدر بتعيين رانيا نشار كرئيس تنفيذي لمجموعة سامبا المالية، سوى أيام. وهذان القراران كانا مفاجئين للإعلام الغربي، لكنهما غير مفاجئين لنا. فلقد أثبتت المرأة السعودية أنها قادرة على تولي المناصب القيادية في كافة المرافق الإدارية والمالية. لقد رأيناها قائدة في قطاع التعليم والطب والثقافة والإعلام والاقتصاد ورعاية الشباب، كما رأيناها تتصدر أهم المبادرات الاستثمارية والإبداعية والفنية والتطوعية والخيرية. لذلك، فنحن لا نستغرب أن تصل سيدة سعودية لمنصب مهم في قطاع حكومي أو أهلي، فالمنجزات التي قدمتها وتقدمها، لا تقل عن منجزات الرجل، إن لم تكن أفضل.
البعض يهمهم ما يقوله الغرب، وينجرف وراء الصياغات المندهشة التي يكتبها الإعلام الغربي، حين تنجز المرأة إنجازاً مميزاً. أما المنصفون، فينظرون لهذه الدهشة، ولهذا النمط من الصياغات، على أساس أنه فقر في متابعة المسيرة الحضارية التنموية التي حققتها المرأة، على الرغم من كل المعوقات التي وُضعت ولا تزال تُوضع في طريقها. وهذا الفقر لسنا مسؤولين عنه، بل هم، إذ لم يكلفوا أنفسهم عناء متابعة هذا التاريخ الطويل من المنجزات، واكتفوا بوضع علامات التعجب التي ستوحي للآخرين بأن المرأة السعودية القيادية، ما هي إلا كائن خرافي لا علاقة له بالواقع.